للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقيل: تعلموا العلم فإنه يوطىء المساكين بسط الملوك. ونظر عمر رضي الله عنه إلى رجل في هيئة نفيسة فقال: ألست ابن قيس بالبصرة؟ قال: نعم. ولكني كاتب فقال لله درّ العلم ما زال يرفع أهله.

قال الشاعر:

العلم يرفع بالخسيس إلى العلا ... والجهل يقعد بالفتى المنسوب «١»

[قيمة المرء علمه]

قال أمير المؤمنين عليّ كرم الله وجهه: قيمة كلّ امرىء ما يحسنه. وأخذ ابن طباطبا «٢» هذا المعنى فقال:

حسود مريض القلب يخفي أنينه ... ويضحي كئيب البال عندي حزينه

يلوم على أن رحت في العلم دائبا ... أجمع من عند الرواة فنونه

فيا عاذلي دعني أغالي بقيمتي ... فقيمة كل النّاس ما يحسنونه «٣»

[فضل العلم على المال]

قال عبد الملك: اطلبوا معيشة لا يقدر سلطان جائر على غصبها، قيل ما هي؟ قال:

الأدب ولصالح بن عبد القدوس:

قد يجمع المرء مالا ثم يسلبه ... عمّا قليل فيلقى الذلّ والحربا

وجامع العلم مغبوط به أبدا ... فلا يحاذر منه الفوت والطلبا «٤»

وقيل: العلم ميراث غير مسلوب، وقريب غير مغلوب. وقيل: الفضيلة بكثرة الآداب، لا بفراهة «٥» الدواب.

وقال الجنيد «٦» : من فضيلة العلم على المال أن الله فهم سليمان مسئلة فمّن عليه

<<  <  ج: ص:  >  >>