للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عند أجبن الناس وأبخلهم وألكنهم، فقال: من الذي تعنيه؟ قال: علي بن أبي طالب.

فقال: كذبت يا فاجر. أما الجبن فلم يك قط فيه وأما البخل فلو كان له بيتان بيت من تبر وبيت من تبن لأنفق تبره قبل تبنه، وأما اللكن فما رأيت أحدا يخطب ليس محمدا صلّى الله عليه وسلم أحسن من عليّ إذا خطب. قم قبّحك الله ومحا اسمه من الديوان.

وقف رجل على شيرويه فقال: الحمد لله الذي قتل أبرويز على يديك وملّكك ما كنت أحقّ به منه وأراحنا من عتوّه ونكده، فقال للحاجب: احمله إليّ. فقال له: كم كان رزقك؟ قال: ألفان، قال: والآن، قال: ما زيد شيء. قال: فما دعاك إلى الوقوع فيه وإنما ابتداء نعمتك منه ولم نزد لك. وأمر أن ينزع لسانه من قفاه.

[بخيل راغب في مدح بلا صلة]

قال الغفالي:

عثمان يعلم أن المدح ذو ثمن ... لكنّه يبتغي حمدا بمجّان

والناس أكيس من أن يمدحوا رجلا ... حتّى يروا عنده آثار إحسان

وقال علي بن الجهم:

أردت شكرا بلا برّ ومرزية ... لقد سلكت طريقا غير مسلوك

وقال البحتري:

خطب المديح فقلت خلّ طريقه ... ليجوز عنك فلست من أكفائه

أخذه أبو تمّام حيث يقول:

تزحزحي عن طريق المجد يا مضر

[عذر من يغتاب مسيئا]

قال المتوكل لأبي العيناء: إلى كم تمدح الناس وتذمهم؟ فقال: ما أحسنوا وأساؤوا، وذلك دأب الله عزّ وجلّ رضي عن عبد فمدحه. وقال: نعم العبد أنه أواب، وغضب على آخر فزناه فقال: ويلك وكيف زناه؟ قال: إنه قال في الوليد عتل بعد ذلك زنيم، والزنيم هو الداخل في القوم وليس منهم، ثم أنشد:

إذا أنا بالمعروف لم أثن صادقا ... ولم أذمم الحيس اللئيم المذمّما «١»

ففيم عرفت الخير والشر باسمه ... وشق لي الله المسامع والفما

وقال ابن أبي عيينة:

أنا ما عشت عليه ... أسوأ النّاس ثناء

<<  <  ج: ص:  >  >>