للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الداعي على هاجيه وعائبه]

نظر الفرزدق إلى رجل ذي عمة، فقال:

قبحت العينان تحتّ العمّة

فقال:

بل قبّح الهاجي وناك أمّه

قال البسامي:

من هجاني من البريّة طرّا ... وسعى في مساءتي أو لحاني «١»

فاللواتي عليه حرمهنّ الله ... في سورة النساء زواني

وقال أخو دعبل:

بنيت قافية قيلت تناشدها ... قوم سأترك في أعراضهم ندبا «٢»

ناك الذين رووها أمّ قائلها ... وناك قائلها أمّ الذي كتبا

ذمّ قبيح الكلام

قيل: قبيح الكلام سلاح اللئام. وسمع المهلب رجلا يسبّ آخر، فقال: اكفف فو الله لا ينقى فوك من سهكها «٣» أبدا. وقال يزيد: إياك وشتم الأعراض فإن الحرّ لا يرضيه من نفسه شين.

النهي عن المشاتمة وذمّ الغالب منهما

قال النبي صلّى الله عليه وسلم: البذاء لؤم وصحبة الأحمق شؤم. وقال ابن عامر: دعوا قذف المحصّنات تسلم لكم الأمهات. وقيل: المبتدىء شاتم نفسه والبادىء أظلم. وشتم رجل حكيما فقال: اسكت فلست أدخل في حرب الغالب فيها شرّ من المغلوب.

وقال أمير المؤمنين كرم الله تعالى وجهه: ما تسابّ اثنان إلّا غلب ألأمهما.

قال شاعر:

وإنك قد ساببتني فغلبتني ... هنيئا مريئا أنت بالسّب أحذق «٤»

وقيل: ما تسابّ اثنان إلا انحط الأعلى مرتبة الأسفل. وقال حذيفة بن بدر لرجل:

أيسرّك أن تغلب شر الناس، قال: نعم. قال: لن تغلبه حتّى تكون شرا منه.

نازع رجل المهلب فأربى عليه فقيل: لم أمسكت عنه، فقال: كنت إذا أردت إجابته رغبت في غلبة اللئام، وكان إذا سبني تهلل وجهه واستنار لونه وتبجّحت نفسه، فإن ظفر

<<  <  ج: ص:  >  >>