للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقيل لنصيب: ألا تهجو فلانا وقد حرمك، فقال: إنما كان ينبغي أن أهجو نفسي حيث سألته، فقيل: ويحك قد هجوته بأشد هجاء؟ قال أبو علي بن عروس الشيرازي:

ومتى هجيت فقد مدحت لقد غلا ... سوم البعوضة إن رماها الصائد

وقال عبد الله بن خلف:

دناءة عرضك حصن منيع ... يقيك إذا شاء منك الضّبيع «١»

فقل لعدوّك ما تشتهي ... وأنت الرفيع المنيع الوضيع

[من لا يخاف لكونه ممتنعا بغيره]

قيل: وقف جدي على سطح فمر به ذئب فأقبل الجدي يشتمه، فقال الذئب: لست تشتمني وإنما يشتمني المكان الذي تحصّنت به.

قال منصور بن باذان:

لو كنت أجسر أن أقولا ... لشفيت من نفسي الغليلا

لكن لساني صارم ... ملئت مضاربه فلولا «٢»

وقال آخر:

وما جهلت مكان الآمريك بذا ... يا من هويت ولكن في فيّ ماء «٣»

[إجابة من عابك تعريضا بما عابك به]

كتب ابن مكرم إلى أبي العيناء: لست أعرف طريقا للمعروف أحزن ولا أوعر من طريقه إليك لأنه ينضاف إلى حسب دنيء ولسان بذيء وجهل قد ملك عنانك، فكتب إليه أبو العيناء في أسفل رقعته:

وأنت رعاك الله فينا فإنّما ... مدحت بفضل ضعفه فيك يوجد

فعدّوه أبلغ من الأول.

قال ابن مكرم لأبي العيناء: يا مخنّث، فقال: وضرب لنا مثلا ونسي خلقه. وقال ابن ثوابة لرجل: يا مأبون، فأنشد:

كلانا يرى الجوزاء يا جمل إن بدت ... ونجم الثريّا والمزار بعيد

وقال رجل لآخر: يا دعيّ، فقال:

عبد شمس أبوك وهو أبونا ... لا نناديك من مكان بعيد

<<  <  ج: ص:  >  >>