للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولا زالت تمدّ إليك كفّ ... بضاعتها ثناء أو دعاء

وإن رضي الزمان بمثل روحي ... فداء عنك فهي لك الفداء

وقال أبو سعيد الرستمي:

وقاك بنو الدنيا جميعا صروفها ... جميعا فإن الجفن من خدم النّصل

وقال آخر:

فداؤك مالي فهو منك ومهجتي ... فإنّك قد أقررتها في جوانحي «١»

قال إبراهيم الصولي: إن قولهم قدّمني الله قبلك مأخوذ من قول الأقرع بن حابس:

إذا ما أتى يوم يفرّق بيننا ... بموت فكن أنت الذي تتأخّر

وقال منكة الطبيب الهندي ليحيى بن خالد البرمكي: لو أمكنني تخليف الروح عندك لفعلت، وهذا يجوز على سبيل الدعاء له.

الدعاء بصبّحك الله بخير

كانت العرب تتحيا في الجاهلية بقولهم:

صبّحك الله بخير فاخر ... ولحم طير وشراب خازر «٢»

قبل طلوع الشمس للمسافر

صبّحك الافلاح بكل خير ونجاح، صبحك الخير وجنّبك الضير وقوّى منك الأير.

وقال رجل لآخر: كيف أصبحت؟ فقال بخير، فقال: هلا قلت: أحمد الله وأستغفره فكان أوله شكرا وآخره عبادة، صبحتك الأنعمة بطيّبات الأطعمة.

الدعاء بكبت العدا والحسّاد والإعاذة من شماتتهما

قال أعرابي: أراك الله في عدّوك ما يعطفك عليه وقالت امرأة لرجل كبت الله كلّ عدو لك إلا نفسك، وإنما أرادت بذلك قول النبي صلّى الله عليه وسلم: أعدى عدوك نفسك التي بين جنبيك، أعاذك الله تعالى مما يقلق قلب الصديق ويضحك سنّ العدو، أعاذك الله من خيبة الرجاء وشماتة الأعداء وزوال النعمة وفجاءة النقمة.

قال الصاحب لا زال أعداؤه في قل وذل وأمر منحل مضمحل وقال الخوارزمي:

ولا زالت عداك بكلّ أرض ... لهم من سوء ظنّهم نذير

قصير نهارهم خوف طويل ... بهم وطويل عمرهم قصير

<<  <  ج: ص:  >  >>