للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لمّا دنا من وصل أحبابه ... أهدى إلى أحبابه كلبا «١»

قال الصولي:

أهدى إليّ هديّة مذمومة ... وأذمّ منها عندنا مهديها

وكأنّما هي في سماجة منظر ... تحكيه في قبح كما يحكيها «٢»

الممتنّ بهديّة أهداها

أهدى رجل إلى الأعمش بطيخة، فلما أصبح قال: يا أبا محمد كيف كانت البطيخة، قال: طيبة. ثم أعاد عليه ثانيا وثالثا فقال: إن خففت من قولك وإلا قئتها.

وأهدى أبو الهذيل إلى أستاذ له ديكا فكان بعد ذلك إذا خاطبه أرّخ بديكه، فيقول إنه كان يوم أهديت إليك الديك وإنه كان قبل الديك بكذا وبعد الديك بكذا. وقدم زياد على معاوية وأهدى إليه هدايا كثيرة فأعجب بها معاوية، فلما رأى زياد سروره بذلك قال: يا أمير المؤمنين إني دوخت لك العراق وجبيت لك برها وبحرها وغثها وسمينها وحملت لك لبها وسروها، فقال له يزيد: أما إذا فعلت ذلك فقد نقلناك من ولاء ثقيف إلى شرف قريش ومن عبيد إلى أبي سفيان، وما أمكنك تدويخ العراق إلا بنا. فقال معاوية: حسبك فداك أبوك ووريت زناده فيك.

[الشاكر المهدي إليه]

أتتنا هدايا منه أشبهن فضله ... ومنّ عليّ منعما متفضّلا

ولو أنه أهدى إليّ وصاله ... لكان إلى قلبي ألذّ وأوصلا

(٧) وممّا جاء في الطبّ والمرض والعيادة

قيل: حد الطب دفع الضد بالضد، وقيل: هو معرفة الداء وتلقيه بالدواء. وأصل الطب العلم والطبيب صار اسما للعالم بمداواة أبدان الناس. وقيل: هو استدامة الصحة ومرمة السقم. وقال عبد الله بن المعتز: المرض حبس البدن والهم حبس الروح.

[مدح طبيب حاذق]

حكي أن سلمويه طبيب المأمون، وكان قد أسنّ وذهب بصره، كان دخل على

<<  <  ج: ص:  >  >>