للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال رجل لابن سيرين: رأيتني كأني أسبح في غير ماء وأطير بغير جناح، فقال: أنت رجل تكثر الأماني. وقيل: المنى والحلم أخوان. إن المنى طرق الضلال. إن ليتا وإن ولو إعناء.

قال كثير: وددت وما تغني الودادة أنني ... (البيتين) .

وقال محمد بن أميّة:

أقطع الدهر بظنّ حسن ... وأجلي كربة لا تنجلي

كلّما أملت وجها صالحا ... عرض المكروه دون الأمل

وكذا الأيام لا تدني الذي ... أرتجي منك وتدني أجلي «١»

وقال البسّامي:

أعلّل نفسي بما لا يكون ... كما يفعل المائق الأحمق «٢»

وقال المتنبّي

تمنّ يلذّ المستهام بمثله ... وإن كان لا يغني فتيلا ولا يجدي

وقال أبو تمّام:

من كان مرعى عزمه وهمومه ... روض الأماني لم يزل مهزولا

وقال آخر:

إنّ المنى رأس أموال المفاليس

وقال أفنون التغلبي:

ولا خير في أن يكذب المرء نفسه ... وتقواله للشيء يا ليت ذا ليا

أماني من تمنّى أمرا فأدركه

اجتمع ابن عمر وعروة بن الزبير ومصعب بن الزبير وعبد الملك بن مروان بفناء الكعبة، فقال مصعب: هلموا نتمن. فتمنى عروة الفقه وأن يحمل عنه الفقه، وتمنى عبد الملك الخلافة، وتمنى مصعب ولاية العراق وتزويجه سكينة بنت الحسين بن علي وعائشة بنت طلحة، وعبد الله بن عمر الجنة. فنال مصعب وعبد الملك وعروة ما تمنوه، وشهد ابن عمر رضي الله عنهما مدرك ما تمناه وطلبه.

وروي أن كعب بن ربيعة بن عامر أتاه آت في المنام فقال: إجمع بنيك ومرهم بالتمنيّ فإنهم يعطون، فجمعهم فقال لعقيل: تمنّ، فقال: العدد والرمي فليس في بني كعب أكثر عددا منهم ولا أرمى. وقال لجعدة: تمنّ، فقال: المال فهم أكثر بني كعب خيلا

<<  <  ج: ص:  >  >>