للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ما تعسر وتجاوز لعل الله يتجاوز عنا، فلما هلك، قال الله تعالى له. هل عملت خيرا قط قال: لا، إلا أنه كان لي غلام أقول له خذ ما تيسر ودع ما تعسر لعل الله يتجاوز عنا، فقال الله تعالى لقد تجاوزت عنك. وقال صلّى الله عليه وسلم: من أنظر معسرا ووضع عنه أظلّه الله عزّ وجلّ في ظلّه يوم لا ظلّ إلا ظلّه. وقال صلّى الله عليه وسلم: من يسّر على معسر يسّر الله عليه في الدنيا والآخرة.

لزم رجل غريما له وهو يقرأ عليه: إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَماناتِ إِلى أَهْلِها

«١» ، والغريم يقرأ: وَإِنْ كانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلى مَيْسَرَةٍ

«٢» . وسئل ابن الزيات في رجل له عليه دين أن يصالحه على بعض وينظره به، فقال: إما توفير وتأجيل وإما صلح وتعجيل.

المتبجّح بمطل الدين والنّاوي الذهاب به

قال بعضهم:

أماطله العصّرين حتّى يملّني ... ويرضى بنصف الدّين والأنف راغم

وقال عبّاس السليطي:

إني وجدّك ما أقضي الغريم وإن ... حان القضاء ولا رقّت له كبدي

إلّا عصا رزنت طالّت برايتها ... تنوء ضربتها بالكفّ والعضد «٣»

وقال، وقد نظر إلى غريم له يحسب ربحه:

يلوي بنان الكفّ يحسب ربحه ... ولا يحسب المطل الذي أنا ماطله

ومن دون ما يرجو عناء مبرح ... أواخره ما تنقضي وأوائله «٤»

وذهب رجل إلى صديق له، فقال: أقرضني مائة درهم لأشتري بها شيئا عسى أربح فيه عشرين درهما، فقال: إني أعطيك عشرين درهما وأتخلص. فقال: لا أريد إلا المائة، فقال: حديث من لا يريد أن يرد الدين.

[العارية]

قال النبي صلّى الله عليه وسلم: العارية مؤداة. قال بشر: أحق الخيل بالركض المعار. وجلس بعض أصحاب الحديث فقال واحد لآخر: تفضل وأعرني قلما فأعطاه، فقال: وأولني ورقا فدفعه إليه، فقال: ومحبرة فأعطاه، وقال: يا فتى أتنشط للتزوج فإن أمي فارغة. وفي ذم من لا يعير، قال الله تعالى: وَيَمْنَعُونَ الْماعُونَ.

[الإفلاس]

قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم: أيما رجل أفلس وعنده مال امرىء بعينه لم يقبض منه شيئا فهو

<<  <  ج: ص:  >  >>