للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أحق بعين ماله، فإن قبض منه شيئا فهو أسوة الغرماء. وقال الحجّاج: لا تجعلوا مالي عند من لا يمكنني استرجاعه منه، فقيل: ومن الذي لا يمكنك استرجاعه منه، قال: المفلس.

وقيل لمفلس: يا مرابي، فقال: فأل حسن. وفي المثل: أفلس من طنبور بلا وتر.

وقيل لمفلس: هل في كفّك مال، فقال: هو أفرغ من فؤاد أم موسى. وفلس القاضي رجلا فأركبه حمارا وطوّف به ونودي عليه أن لا يبايع فإنه مفلس، فلما أنزل، قال له صاحب الحمار: هات الكراء، فقال له: فيم كنا من أول النهار يا أبله.

الحثّ على أخذ الرّهن

قال الله تعالى: فَرِهانٌ مَقْبُوضَةٌ

«١» . وقيل: إن الله تعالى لا يسمع دعاء من له على غيره حق، ولا رهن لديه ولا قبالة له عليه، فيقول: قد أمرتك بالاستيثاق فخالفت. ورهن صلّى الله عليه وسلم درعه بثلاثين صاعا من شعير كان أخذها رزقا لأهله.

[حكم غلق الرهن وتلفه]

روى أبو هريرة رضي الله عنه عن النبي صلّى الله عليه وسلم: لا يغلق الرهن الرهن، من راهنه الذي رهنه له غنمه وعليه غرمه. وروي: الرهن بما فيه وروي عنه صلّى الله عليه وسلم: الرهن مركوب ومحلوب. وقال بعض الشعراء في السخف:

أمسى غلامك رهنا لا انفكاك له ... والرهن في الحكم مركوب ومحلوب

فالدرّ منه حرام ما نطيف به ... والظهر منه على الأحوال مركوب «٢»

[الراهن آلات داره لفقره]

قال زياد الأعجم يشكو فقرا:

لقد لجّ هذا الدهر في نكباته ... عليّ إلى أن ليس في الكيس درهم

وأمست جواليقي برغم طبيعتي ... رهانا عليّ ما في الجواليق يعلم «٣»

وأخذ ذلك أبو زرعة الكناني، فقال:

وسفرتي في السّوق مرهونة ... على الذي يؤكل في السّفرة «٤»

[الرهون الظريفة من السخفاء]

قيل: تقدم رجل إلى بقال يسأله فامتنع فدنا منه فسارّه فدفع إليه، فقيل له: ما قال لك؟

قال: رهنني طلاق امرأته وذلك أنه حلف بالطلاق أنه يرده غدا. فقال: ما رأيت رهينا مثله قط.

<<  <  ج: ص:  >  >>