للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال البحتري:

وحياة من أهوى فإنّي لم أكن ... أبدا لأحلف كاذبا بحياته

[أيمان أهل الذمة]

قال إسحاق الموصلي: وجبت على عون العيادي يمين بحضرة الفضل بن الربيع، وكانت بيننا وحشة، فقلت: ولّني استحلافه، فقال: قد فعلت، فقلت: قل بالذي لا يعبد غيره ولا ندين إلا له وإلا فخلعت النصرانية وبرئت من المعبودية، وطرحت على المذبح حيض يهودية، وقلت في المسيح ما يقول المسلمون إن الله خلقه من غير أب كمن خلقه من تراب، ثم قال له كن فيكون، ولعنك البطريق الأكبر والبطارقة والقمامسة والأساقفة والديرانيون وأصحاب الصوامع عند مجمع الخنازير وتقريب القربان، وعليك لعنة الثمانية عشر أسقفا الذين خرجوا من رومية حتى أقاموا عهود النصرانية، وإلا فشققت الناقوس وطبخت به لحم الجمل يوم الإثنين عند مدخل الصوم وهدمت كنيسة لد وبنيت بحجارتها مستراحا لليهود، وهتكت درع داود وإلا فسقط عليك قربانك من يدك وأخذته من يد يهودي، وأنت حنيف مسلم، وهذه اليمين لازمة لك ولعقبك من بعدك، فقال: والله ما أجوز أن أسمعها فكيف أحلف بها.

[ومن أيمان اليهود]

والله الذي لا إله إلا هو منزل التوراة على موسى، وإلا فأنت بريء من اليهودية داخل في الحنيفية، وبرئت من الآيات العشر التي أنزلت على موسى بطور سيناء، وبرأك الله من الأربعة الأخياط التي في كساء هارون أخي موسى، وبرئت من شمعون وشمعى ومن يوم السبت وحقّه، وحرمت الفطير في وقته، وخرقت توراة موسى بأسنانك ومحوت كل آية بلسانك، وعليك المشي إلى بيت المقدس.

[أنواع من ذلك]

حلف أعرابي بالمشي إلى بيت الله أن لا يكلم ابنه، فحضرته الوفاة فقيل له كلمة قبل مفارقة الدنيا، فقال: ما كنت قط أعجز عن المشي إلى بيت الله منّي الساعة. كان قوم عليهم دين لأعرابي فقدموا على أن يحلفوا، فقال الأعرابي:

يا ربّ إن كان بنو عميره ... قد أجمعوا بحلفة مشهوره

فابعث إليهم سنة قاشوره ... تحتلق المال احتلاق النوره «١»

<<  <  ج: ص:  >  >>