للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[عدم المجد حيث عدم المال]

كان طلحة رضي الله عنه يقول: اللهم أرزقني مجدا ومالا فلا يصلح المجد إلا بالمال، ولا يصلح المال إلا بالأفعال.

قال المتنبي وقد أخذ هذا المعنى:

فلا مجد في الدنيا لمن قلّ ماله ... ولا مال في الدنيا لمن قلّ مجده

وقال هرم بن عمير التغلبي:

إني امرؤ هدم الاقتار مأثرتي ... واجتاح ما بثّت الأيام من خطري «١»

أرومة عطلتني من مكارمها ... كالقوس عطّلها الرامي من الوتر

ومما يناقض هذا الباب قول جرثومة بن مالك:

فتى إن تجده معوزا من تلاده ... فليس من الرأي الأصيل بمعوز «٢»

وقال الأحنف:

وإن المروءة لا تستطاع ... لمن لم يكن ماله فاضلا

صعوبة الفقر على ذي همّة وجود

قيل لحكيم من أشقى الناس؟ فقال من اتسعت معرفته وضاقت مقدرته.

وقال أعرابي: لا تنظر إلى هيئتي وانظر إلى همّتي.

وقال الطرمّاح:

أرى نفسي تتوق إلى أمور ... ويقصر دون مبلغهنّ مالي

فنفسي لا تطاوعني لبخل ... ومالي لا يبلغني فعالي

وقال المتنبيّ:

إلى الله أشكو لا إلى الناس أنني ... أرى صالح الأخلاق لا أستطيعها

أرى خلة في إخوة وقرابة ... وذي رحم ما كنت ممّن يضيعها

وقال آخر:

أرى الدهر يجفوني ونفسي عزيزة ... وليس معي زهد فأسطو على الدّهر

صعوبة الفقر على متعودّي اليسر

كان النبي صلّى الله عليه وسلم يتعوذ من الحور بعد الكور «٣» ، وقال: إرحموا ثلاثة، عزيز قوم ذل وغني قوم افتقر وعالما بين جهال.

<<  <  ج: ص:  >  >>