للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقيل: جهد البلاء أن تزول النعمة وتبقى العالة ثم لا تعدم صديقا مؤنبا وعدوا شامتا وزوجة مختلفة وجارية مستبيعة وعبدا يحقّرك وولدا ينتهرك.

وأتى عبد الله بن معاوية بأسير، فقال: هذا هو جهد البلاء، فقال الأسير: كلا جهد البلاء فقر مدقع بعد غنى موسع.

[صعوبة مقاساة الجوع]

قتل رجل بصفّين أبا امرأة وابنها وأخاها وعمّها وعشرين من أهل بيتها، ثم أتت تسأله، فقال: ما أظن على ظهر الأرض أبغض إليك منّي، فقالت: بلى، إن الذي ألجأني إليك أبغض إليّ منك، وهو جوع بطني.

وأخذ رجل بلجام عبد الملك، فقيل له: ما جرأك، فقال: الجوع شجاع. وقيل:

الجائع فقير ضيّق النفس والشبعان واسع الصدر غنيّ النفس.

[ستر الحال في العسر واليسر]

قال عبد الملك للهيثم بن الأسود: كم مالك فلم يخبره به. فقيل له في ذلك، فقال: صاحب المال بإحدى منزلتين إن كان كثيرا حسد وإن كان قليلا حقر. وقيل: رضي بالذلّ من كشف ضرّه وبالحسد من كشف يسره.

[شاك فقره]

قال الحاركي:

من كانت الدنيا له شارة ... فنحن من نظارة الدنيا

نرمقها من كثب حسرة ... كأنّنا لفظ بلا معنى «١»

قال العطوي:

أنا طرح بين خلا ... ت حديدات النّصال «٢»

بين دين وشتاء ... وعيال واختلال

وقال آخر:

من رآني فقد رآني ورحلي

وقال آخر:

ومن عجب أنّ حلف الفسوق ... غنى وقد أعدم الأتقياء

وقال مخنث: أنا عظيم البليّة أموت من حبّ رزقي، ويموت هو من بغضي.

[نادرة ماجن شاكي الفقر]

شكا بعضهم فقره، فقيل له: احمد الله الذي رفع السماء بغير عمد، فقال: وددت

<<  <  ج: ص:  >  >>