للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

واشتدّت علته، فسألته، فقال: كنا إذا أردنا لم نجد حتى إذا وجدنا لم نرد.

[الموصوف بالفقر والجهل]

وقال شاعر:

يظلّ عديم أموال ولبّ ... يرقّ له المكاشح والمعادي «١»

وسئل أعرابي عن رجل، فقال: ماله حول ولا معقول ولا مال ولا حال.

ذمّ دنيء تموّل

إذا أيسر الدنيء ابتلي به ثلاثة، صديقه القديم يفارقه، وامرأته يتسرّى عليها وباب داره يغيّره، وقد نظم ذلك في قوله:

إذا استغنى الوضيع ونال جاها ... وأنكر نخوة في النّاس نفسه

حبا خلصان إخوته جفاء ... وغيّر بابه وأبان عرسه «٢»

أخذه من ابن أبي البغل:

إذا ما ساقط أثرى تعدّى ... وأنكر قبل كلّ الناس نفسه

وغيّر باب منزله وأربى ... على جيرانه وأبان عرسه

قال عمرو بن العاص: لأن يسقط ألف من العلية خير من أن يرتفع واحد من السفلة.

وقال البحتري:

محاريب الدنيا نباهة جاهل ... فلا ترتقب إلا خمول نبيه

النهي عن البطر عند الغنيّ وذمّ ذلك

قال الله تعالى: إِنَّ الْإِنْسانَ لَيَطْغى أَنْ رَآهُ اسْتَغْنى

«٣» . وقيل: البطر يقتضي الفقر والنظر يقتضي العبر. وقيل: أكثر شكر الله على نعمه فالبطر من قلّة الشكر.

وقال شاعر:

خلقان لا أرضى طريقهما ... خلق الغنى ومذلّة الفقر

فإذا غنيت فلا تكن بطرا ... وإذا افتقرت فته على الدّهر «٤»

وفي كتاب كليلة: لا يبطر العاقل لمنزلة أصابها كالجبل الذي لا تزلزله الرياح الشديدة والسخيف تبطره أدنى منزلة كالحشيش الذي تحركه أدنى الرياح.

<<  <  ج: ص:  >  >>