للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في المال، فقيل: ولم يا روح الله؟ فقال: لأنه يجتمع من غير حلّ. قيل: فإن جمع من حلال؟ قال: لا يؤدي حقّه، قيل: فإن أدى حقّه، قال لا يسلم صاحبه من الكبر والخيلاء، قيل فإن سلم قال: يشغل عن ذكر الله، قيل: فإن لم يشغل، قال: يطول عليه الحساب يوم القيامة.

وذكر المال عند أفلاطون، فقال: ما أصنع بما يعطيه الحظّ ويحفظه اللؤم ويهلكه الكرم؟ وقيل لآخر، فقال: ما أصنع بشيء يجيء بالإتفاق لا الإستحقاق، والزهد والجود يأمران بإتلافه والشؤم والبخل يأمران بإمساكه.

وقال النبي صلّى الله عليه وسلم: تعس عبد الدينار تعس عبد الدرهم تعس ولا انتعش. وإذا شيك فلا انتقش.

وقال أبو الدرداء: أعوذ بالله من تفرقة القلب، قيل وما تفرقة القلب؟ قال: أن يكون للإنسان مال في كل واد. وقال النبي صلّى الله عليه وسلم: من رضي من الله باليسير من الرزق رضي الله منه باليسير من العمل.

[كثرة المال سبب الهلاك وقال ابن طباطبا:]

إنّ في نيل المنى وشك الرّدى ... وقياس القصد ضدّ السّرف «١»

كسراج دهنه قوت له ... فإذا غرّقته فيه طف «٢»

وقال ابن الرومي:

ألم تر أن المال يهلك أهله ... إذا جم آتيه وسدّ طريقه «٣»

ومن جاوز الماء الغزير مجمّه ... وسدّ سبيل الماء فهو غريقه «٤»

وقيل: صاحب الدنيا كدودة القز لم يزدد الأبريسم على نفسه إلّا زاد من الخلاص بعدا. وقال عبد الله بن رؤبة:

يرى راحة في كثرة المال ربّه ... وكثرة مال المرء للمرء متعب

إذا قلّ مال المرء قلّت همومه ... وتشعبه الأموال حين تشعب

[كون العدم نعمة وبسط الدنيا نقمة]

قال الله تعالى: وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبادِهِ لَبَغَوْا فِي الْأَرْضِ

«٥» . وقال تعالى: حَتَّى إِذا أَخَذْنا مُتْرَفِيهِمْ بِالْعَذابِ

«٦» . وفي بعض المناجاة: يا من منعه عطاء. وقال رسول الله صلّى الله عليه وسلم:

<<  <  ج: ص:  >  >>