للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

جربانات عراض، فسألوه أن يحدثهم فامتنع، فقام مغضبا، فقال الفضيل: ردّوه فردّوه، فقال: بلغنا أن عيسى صلوات الله عليه قال: تحببوا إلى الله ببغض أهل المعاصي وتقربوا إليه بالتباعد عنهم والتمسوا رضاه بسخطهم، فقيل: يا روح الله فمن نجالس؟ فقال: من تذكركم الله رؤيته ويزيد في علمكم منطقه وترغبكم في الآخرة مجالسته، قم فقد حدثتك.

متزهّد اضطرارا لا اختيارا

قيل لرجل: أزهدت؟ فقال: زهدي اضطراري.

قال الموسوي:

زهدت وزهدي في الحياة لعلّة ... وحجّة من لا يبلغ الأمل الزهد

وله:

قالوا أتقنع بالدّون الخسيس وما ... قنعت بالدّون بل قنّعت بالدّون «١»

أخي من باع دنياه وزخرفها ... بصوفة كان عندي غير مغبون «٢»

وقال ابن الرومي:

أنا الرجل المدعو عاشق فقره ... إذا لم تكارمني صروف زماني «٣»

وقال بعضهم:

إذا المرء لم يقدر له ما يريده ... تحمّل ما يقضى له شاء أم أبى

وهذا نحو: إذا لم يكن ما تريد فأرد ما يكون.

[اعتبار ديانة المرء بزهده في المال وحرصه عليه]

روي في الخبر: لا تنظروا إلى صوم الرجل وصلاته وانظروا إلى طمعه إذا أشرف.

وفي عكس ذلك، قيل لعمر بن عبد العزيز: فلان عفيف عن الدراهم، فقال: الشيطان أعف منه لا يمس قط درهما ولا دينارا.

<<  <  ج: ص:  >  >>