للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكم علّمته نظم القوافي ... فلمّا قال قافية هجاني

[دنيء استفاد علما فازداد به شرا]

قال البديهي، وقد أجاد:

إذا ما اقتنى العلم ذو شرة ... تضاعف ما ذمّ من مخبره «١»

وصادف من علمه قوّة ... يصول بها الشرّ في جوهره

وصار عدوّا لإخوانه ... وسيفا حساما على معشره «٢»

[فضل تعليم الأولاد]

يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم: ما منح والد والدا أفضل من أدب حسن. وكانت اليونانية تورث الأبناء الأدب والبنات النسب. وقيل من أدب ولده صغيرا قرّت به عينه كبيرا.

وقيل: من أدب ولده أرغم حاسده. حكى أن المنصور بعث إلى من في الحبس من بني أمية يقول لهم: ما أشدّ ما مر بكم في هذا الحبس؟ فقالوا ما فقدنا من تأديب أولادنا.

وقيل: لا يحبّ الأب ابنه حتى ينغضه على ترك الأدب.

فضل التعلّم في الصّغر

قيل: بادروا بتأديب الأطفال قبل تراكم الأشغال. وسمع الحسن رجلا يقول: التعلم في الصغر كالنقش في الحجر فقال الكبير أوفر عقلا منه لكنه أشغل قلبا.

وقيل: من لم يتعلّم في الصّغر هان في حال الكبر.

وقال الشاعر:

هل الحفظ إلا للصبيّ فذو النّهى ... يمارس أشغالا تشرد بالذّكر

فضل التعلّم في الكبر

قيل لأنوشروان: أيحسن بالشيخ أن يتعلّم؟ قال: إن كانت الجهالة تقبح منه فالتعلم يحسن به، فقيل: وإلى متى يحسن منه؟ فقال: ما حسنت به الحياة.

وقيل: لحكيم ما حدّ التعلم فقال حدّ الحياة، أي يجب له أن يتعلم ما دام حيا.

وقال شيخ للمأمون: أقبيح بي أن أستفهم؟ فقال: بل قبيح بك أن تستبهم.

[الأحوال التي تحصل بها العلوم]

قيل: لا يصير الإنسان عالما إلا بخمس غريزة محتملة للعلم، وعناية تامّة وكفاية قائمة، واستنباط «٣» لطيف، ومعلم فصيح.

<<  <  ج: ص:  >  >>