للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال أحمد بن أبي طاهر:

قد كنت أنجز دهرا ما وعدت إلى ... أن أتلف الدهر ما جمعت من نشب «١»

فإن أكن صرت في وعدي أخا كذب ... فنصرة الصّدق أوفت بي إلى الكذب

الحثّ على المطل

قال أحمد بن علويه:

إذا شئت أن تبلي أمرأ ببليّة ... وتحرمه سيب العطايا السوابغ «٢»

فعده وماطله فإنّك بالغ ... به في الأذى والضرّ أقصى المبالغ

وقال سهل بن هارون:

إن الضمير إذا سألتك حاجة ... لأبي الهذيل خلاف ما أبدي

فامنحه روح اليأس ثم امدد له ... حبل الرجاء بمخلف الوعد

حتّى إذا طالت شقاوة جدّه ... بتردّد فاجبهه بالردّ «٣»

المتبجّح بالمطل وخلف الوعد

وقال أبو نواس:

وأشمط ولّاج إليّ ورائح ... رجاء نوال لو أعان بجود «٤»

وإنّي وإياك القرينان نصطلي ... من المطل نارا غير ذات خمود «٥»

فإن كنت لا عن سوء رأيك مقلعا ... فدونك فاستظهر بنعل حديد

فعندي مطل لا يطير غرابه ... عتيد ولا يدعى له بوليد «٦»

وقال الصّاحب:

والله ما وافى بحق قاضيا ... بل جاءني لمبرّتي متقاضيا

والمال في يومي تعذّر ورده ... فليحضرني إن أراد القاضيا

كان محمد بن بشير ولي فارس، فأتاه شاعر فمدحه، فقال: أحسنت، وأقبل على كاتبه وقال: أعطه عشرة آلاف درهم، ففرح الشاعر، فقال: أراك قد طار بك الفرح بما أمرت لك يا غلام اجعله عشرين ألفا، فلما خرج، قال الكاتب: جعلت فداك هذا كان يرضيه اليسير فكيف أمرت له بهذا المال، فقال: ويحك وتريد أن تعطيه ذلك. إنما قال لنا

<<  <  ج: ص:  >  >>