للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال الفرزدق:

أما البنون فقد ردّت شفاعتهم ... وشفعت بنت منظور بن ريّانا

ليس الشفيع الذي يأتيك مؤتزرا ... مثل الشفيع الذي يأتيك عريانا

كون المحسن محبّبا إلى المحسن إليه:

قال الفزاري:

ولم أر كالمعروف أما مذاقه ... فحلو وأما وجهه فجميل

وقال المتنبيّ:

وأحسن وجه في الورى وجه محسن ... وأيمن كفّ في الورى كفّ منعم «١»

وقال الموصلّي:

أرى النّاس خلان الجواد ولا أرى ... بخيلا له في العالمين خليل

كون المحسن إليه محبّبا إلى المحسن

قيل لبعضهم: أي الناس أحب إليك؟ قال من أولاني معروفا، قيل: فإن لم يكن؟

قال من أوليته معروفا. وقيل: أكرم الناس من كثرت أياديّ إليه. وقام رجل من مجلس خالد بن عبد الله، فقال خالد: إني لأبغض هذا الرجل وماله إلي ذنب، فقال رجل: أوله خيرا تحببه فأولاه معروفا، فما لبث أن كان من المحظيين عنده. وقال رجل لهشام: إن الله تعالى جعل العطاء محبّة والمنع مبغضة، فأعنّي على حبّك.

وقيل للفرزدق: إنك لتمدح آل المهلب وتحبّهم بعد أن لم تكن على ذلك، فقال:

أما علمت أن إعطاء اللها «٢» يفتح اللها ويغرس الهوى.

حثّ من آتاه الله نعمة على حفظها بإسداء الصّنيعة

قال النبي صلّى الله عليه وسلم: من اتصلت نعم الله عليه كثرت حوائج الناس إليه، فمن لم يحتمل تلك المؤن عرض لزوال تلك النعم. أخذه الشاعر، فقال:

من لم يواس النّاس من فضله ... عرّض للإدبار إقباله

وقيل: اجعل معروفك حرزا من بداية الغرر وبوادر الغير، وقال خالد بن عبد الله:

حوائج الناس إليكم نعم من الله عليكم فلا تملّوا النعم فتتحول نقما، وأفضل الأموال ما أكسب أجرا وأورث ذكرا.

قال دعبل:

قال العواذل أودى المال قلت نعم ... ما بين أجر ألقاه ومحمدة «٣»

<<  <  ج: ص:  >  >>