للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أخذه الشاعر، فقال:

مالك للدهر غير شكّ ... إن لم تبادر به انتكاثه «١»

أو لنسيب قريب رحم ... إن متّ أضحى له وراثه

أنفقه من قبل ذين تغنم ... ولا تكن أعجز الثلاثه

وقال الحسن بن عليّ رضي الله عنهما: يا بني لا تخلف وراءك شيئا فإنما تخلفه لأحد رجلين، رجل عمل فيه بطاعة الله فيسعد بما شقيت به، ورجل عمل بمعصيته فكنت عونا له. وليس أحد هذين حقيقا على أن تؤثره على نفسك.

قال أبو الشيص:

يقول الفتى ثمّرت مالي وإنّما ... لوارثه ما ثمّر المال كاسبه

يحاسب فيه نفسه في حياته ... ويتركه نهبا لمن لا يحاسبه

وقال آخر:

إنما مالي ما أنفقته ... والذي أتركه للورثة

وقال آخر:

أبقيت مالك ميراثا لوارثه ... فليت شعري ما أبقى لك المال

القوم بعدك في حال تسرّهم ... فكيف بعدهم حالت بك الحال «٢»

وقال أبو العتاهية:

ومن الحزم أن أكون لنفسي ... قبل موتي فيما ملكت وصيّا

النّهي عن ادّخار المال للإعقاب.

قيل لعمر بن عبد العزيز: أوص بابنك، فقال: أوصيت به إلى من أنزل الكتاب وهو يتولى الصالحين. وكان محمد بن كعب أصاب مالا، فقيل له ادخره لولدك من بعدك، فقال: لا والله أدخره لنفسي وأدخر ربي لولدي. أخذه محمود، فقال:

وقالوا ادّخر ما حزته وجمعته ... لعقبك إن الحزم أدنى من الرّشد «٣»

فقلت سأمضيه لنفسي ذخيرة ... وأجعل ربّي الذخر للأهل والولد

الحثّ على إنفاق المال وأنه لا يبقى

قال حاتم:

أماوي إن المال غاد ورائح ... ويبقى من المال الأقاويل والذكر

<<  <  ج: ص:  >  >>