للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال العتبي:

ما قال لا إلّا لعذّاله ... وهو بها عن سائل أعجم «١»

[من هو مقصد العفاة]

قيل: أطيب الناس عيشا من كثرت عفاته «٢» وعاش الناس في كنفه، وقيل: فلان داره مجمع عفاته ومربع عطياته. قال أبو نواس:

ترى النّاس أفواجا على باب داره ... كأنّها رجلا دبى وجراد «٣»

وقال وهب الهمداني:

فتى داره معمورة بعفاته ... ومجلسه بالمكرمات منجد

وقال أشجع:

على باب ابن منصور ... علامات من البذل

جماعات وحسب البا ... ب فضلا كثرة الأهل

وقال بشار:

يطوف العفاة بأبوابه ... كطوف الحجيج ببيت الحرم

وقال البديهي:

وللجود حسن أيّ وقت بذلته ... وأحسنه ما كان في زمن المحل

[باعث رفده إلى تارك قصده]

قال الحجّاج يوما: قلّ عفاتنا، فقال رجل: أصلح الله الأمير إنك أكثرت خير البيوت فاستغنى الناس بما يصل إليهم عن الترحال، فسرّ الحجاج، وقال: بارك الله فيك وأحسن إليه.

أنشد مروان بن أبي حفصة قول الشاعر:

إذا جئت أعطاني وإن أنا لم أجىء ... أتاني من جدواه ما كنت أرتجي

فقال مروان قد قلت أحسن من هذا، بعث إليّ عبد الله بن طاهر عشرين ألفا فقلت فيه:

لعمري لنعم الغيث غيث أصابنا ... ببغداد من أرض الجزيرة وابله «٤»

ونعم الفتى، والبيد بيني وبينه ... بعشرين ألفا صبّحتنا رسائله

<<  <  ج: ص:  >  >>