للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال المتنبيّ:

ستروا النّدى ستر الغراب سفاده ... فبدا، وهل يخفى الرباب الهاطل «١» ؟

ووصف أعرابي رجلا، فقال إذ أعطى شكر وإذا أعطى ستر.

[المسرور بما يعطيه]

لمّا دخل الفضل بن يحيى الرقّة، قال لو كلائه: أحصوا منزل من يغنيه ألف درهم فاحصوا ثلاثمائة منزل فوجه إليهم ثلاثمائة ألف درهم، ثم وضع له الطعام، فقال: ما أكلت طعاما أهنأ منه اليوم، وقد علمت أني أغنيت ثلاثمائة بيت.

قال أبو تمّام:

لو يعلم العافون كم لك في النّدى ... من لذّة وقريحة لم تحمد «٢»

وقال زهير:

تراه إذا ما جئته متهلّلا ... كأنّك تعطيه الذي أنت سائله

وقال الأعشى:

يرى البخل مرّا والعطاء كأنّما ... يلذّ به عذبا من الماء باردا

وقال أبو تمّام:

ونغمة معتف يرجوه أحلى ... على أذنيه من نغم السّماع

وقال معاوية يوما لجلسائه: ما بقي من لذاتكم؟ فقالوا: ضروب من القول، فقال ذلك لوردان مولى عمر، فقال: النظر في وجه كريم أصابته من دهره جائحة فاصطنعت إليه، فقال معاوية: أنا أحق بهذه منك، فقال: أحق بها من سبق إليها وأنت أقدر عليها فافعل.

ودخل هشام بن عروة على المنصور، فشكا إليه دينا، فأعطاه عشرة آلاف درهم، فقال: يا أمير المؤمنين روي عن النبي صلّى الله عليه وسلم أنه قال من أعطى عطية وهو طيب النفس بورك للمعطي والمعطى منها، أفنفسك طيبة بها، قال: نعم.

[من اشتغاله بالعطاء]

قال بعضهم:

فتى لا تراه الدهر إلا ونفسه ... تجود بخير أو تهمّ بخير

وقال آخر:

لا يعدّ المال إلا وهبا

<<  <  ج: ص:  >  >>