للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قيل له: بخّلت الناس كلهم، فقال: كذّبوني بواحد.

قال كشاجم:

إجتنب النّاس طريق النّدى ... كأنّما قد أنبت العوسجا «١»

وهذا مأخوذ من قول بعضهم، وقد سمع رجلا يقول: تجنّب الناس طريق الندى، فقال: ذاك طريق نبت فيه العوسج:

أكلّ وميض بارقة كذوب ... أما في الدّهر شيء لا يريب

وشاع البخل في الأشياء حتّى ... يكاد يشحّ بالريح الهبوب

فكيف أخصّ باسم العيب شيئا ... وأكثر ما أشاهده معيب

وقال ابن نباتة:

كيف السبيل إلى الغنى ... والبخل عند النّاس فطنه؟

[معاتبة من يرجو لئيما]

قيل: من أمل فاجرا فأدنى عقوبته أن يحرمه. وسأل أعرابي رجلا فحرمه، فقال له أخوه: نزلت بواد غير ممطور ورجل غير مسرور، فارتحل بندم أو أقم بعدم. ذم العبّاس بن الحسين بعض الوزراء، فقال: الذليل من اعتزى إليك والفقير من أملك. وقيل:

كدمت غير مكدم «٢» ، نفخت لو تنفخ في فحم، هيهات تضرب في حديد بارد.

وقال رجل: إني أقصد فلانا راجيا نداه، فقال له صاحبه:

ترجو النّدى من إناء قلّما ارتشحا ... كالمستذيب لشحم الكلب من ذنبه «٣»

وقال أبو العتاهية:

وإنّ من يرتجي نداك كمن ... يحلب تيسا من شهوة اللبن

وقال بعضهم:

أمن دار الكلاب تروم عظما ... لقد حدّثت نفسك بالمحال

وقال إسماعيل القراطيسي:

لقد أحللت حاجاتي ... بواد غير ذي زرع

وقال أبو تمّام:

ومالي من ذنب إلى الرزق خلته ... سوى أملي إيّاكم للعظائم

ونحوه:

سجدنا للقرود رجاء دنيا ... حوتها دوننا أيدي القرود

<<  <  ج: ص:  >  >>