للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقرأ آخر: وما أمرنا إلا واحدة كلمح بالبصل، فقال يا ابن الفاعلة لعلك تشتهي البصيلة.

[ما وصف من لواط المعلمين]

وفد سعيد بن عبد الرحمن على هشام «١» ، وهو صبي وضيء الوجه فبعث به هشام إلى عبد الصمد مؤدب ولده الوليد ليؤدّبه. فراوده عن نفسه فخرج من عند المؤدب مغضبا ودخل على هشام وهو يقول:

إنّه والله لولا أنت لم ... ينج منّي سالما عبد الصّمد

فقال وما ذاك؟ قال:

أنّه قد رام منّي خطّة ... لم يرمها قبله منّي أحد

قال وما ذاك؟ فقال:

رام جهلا بي وجهلا بأبي ... يولج العصفور في خيس الأسد «٢»

فطرد عبد الصمد عن داره.

وحدّث الأحيمر النحوي وكان مؤدّب الأمين اتخذ عليه بعد حمّاد عجرد «٣» ، وكان حماد اتخذ عليه بعد نفي قطرب «٤» قال: كان سبب نفيه أن حمادا كان يتعشّق الأمين ويطمع أن يتخذ عليه مؤدبا فلم يتأتّ له ذلك حتى استوى الأمر على قطرب، فاحتال حمّاد وكتب هذين البيتين وناولهما بعض الخدم على يد مجهول:

قل للأمير جزاك الله صالحة ... لا يجمع الدهر بين السخل والذيب «٥»

السخل غرّ وهمّ الذيب غفلته ... والذيب يعلم ما في السخل من طيب

فلما قرأهما الرشيد نفى قطربا واتخذ حمّاد عجرد، وجعل عليه ثمانين من الرقباء فخاف قطرب لما وسم بهذه السمة فهرب إلى الكرج، والتجأ إلى أبي دلف فحسن حاله.

ودخل المأمون ديوان أحمد بن يوسف فصادف حوله مردا حسانا فقال:

أسد رابض حواليه أسد ... ليس ينجو من الأسود الظباء

وقال خلف الأحمر لمعلمه وهو في الكتاب وقد راوده عن نفسه:

أتترك في الحلال مشق صاد ... وتأتي في الحرام مدار ميم «٦»

<<  <  ج: ص:  >  >>