للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المملوء فمه من الطّعام

سلّم رجل على أعرابي، وكان في فمه لقمة، فلما بلعها قال: حياك من خلا فوه.

وقال حميد الأرقط:

أتانا وما داناه سحبان وائل ... بيانا وعلما بالذي هو قائل

فما زال عنه اللقم حتّى كأنّه ... من العيّ لما أن تكلّم باقل «١»

[من أكل ما اشتهاه ولم يخف عقباه]

حضر أعرابي طعام أمير فأكل معه، فأحضر الفالوذج، فقال الأمير: إن أكلت هذا حززت رأسك، فنظر مليا ثم رأى تركه خسرانا، فمد إليه يده وقال: أوصيك بصبيتي خيرا.

مرّ أعرابي بقوم وعندهم طعام، فقال: ما هذا؟ قالوا: زقوم «٢» ، قال طيّب، والله لأساعدنكم على أكله.

استدعاء الطّعام

قال الأصمعي: أضفت أعرابيا فلما أكلنا. قلت يا جارية: أطعمينا تينا فنسيته، فقلت له بعد ساعة أتحسن شيئا من القرآن، قال: نعم، فقلت: إقرأ، فقرأ بسم الله الرحمن الرحيم والزيتون وطور سينين، فقلت وأين التين، فقال: نسيته أنت وجاريتك من ذلك الوقت.

دخل رجل على قوم يشربون فناولوه أقداحا، وكان جائعا، فقال للمغنّي غنّ:

خليليّ داويتما ظاهرا ... فمن ذا يداوي جوى باطنا

فعلم صاحب الدار أنه جائع، فقال غنّ له:

من يسأل النّاس يحرموه ... وسائل الله ما يخيب

ودخل آخر على قوم، فقالوا له: أي صوت أحب إليك؟ فقال: صوت المقلى.

ودعي ابن حجاج إلى دعوة مع جماعة فتأخر عنهم الطعام، فقال لصاحب الدعوة:

يا ذاهبا في داره آتيا ... من غير ما معنى ولا فائدة

قد جنّ أضيافك من جوعهم ... فاقرأ عليهم سورة المائدة

وكان الحسن بن علي رضي الله عنهما في دعوة، فاستبطأ الطعام، فقال: ائتونا بالخوان نأنس به إلى أن يحضر الطعام. وقال النبي صلّى الله عليه وسلم: إن الملائكة لا تزال تصلي على أحدكم ما دامت مائدته موضوعة.

ودخل أعرابي على رجل بين يديه سلّة فيها طعام، فقال: ما هذا؟ قال: بظر أمك.

فقال: أعضضن به.

<<  <  ج: ص:  >  >>