للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فضل المجيب الدّعوة على داعيه

قال ناصر الدولة، وقد دعاه إنسان إلى دعوته:

من دعا فأبينا ... فله الفضل علينا

فإذا نحن أجبنا ... رجع الفضل إلينا

ودعا بعض الناس أديبا فامتنع، فقيل له في ذلك، فقال: إنه دعاني مرة فأجبته فلم يشكرني عليه.

قال شاعر:

أتاني رسولك يبغي الحضور ... فخليت من كنت في دعوته

وجئتك يا سيّدي مسرعا ... كأنّي نوالك في سرعته

وقال ابن الحجاج في أبيات له:

جئت بلا وعد لأنّي فتى ... يضجرني التسويف والوعد

معاتبة من شرب الدّواء فلم يدعه

قال أبو القاسم بن أبي سعد الأصبهاني:

أبا فرج عش سعيدا لنا ... ودمت وبلغت أقصى المنى

أسأت إلينا وأوحشتنا ... وكنت قديما فتى محسنا

وللبيت مصراعه المستفيض ... ولو لاك جئت به معلنا

فبيّن لنا العذر فيما أتيت ... وصل جمعنا واغتنم شكرنا

الدّاعي من لا يدعوه

كان بدمشق شاعران يتعاشران، وأحدهما مكثر عن الآخر ولا يدعوه إلى منزله، فكتب إليه:

أبدا تحصل عندي ... ثم لا أحصل عندك «١»

إن تناصفني وإلا ... أبت يا طائي وحدك «٢»

ذكر بعض الكتاب أنه كان يعاشر سوقيا فاتفق أن دعاه يوما، قال: فلما تمكنت اشتغل عني صاحب الدعوة فعثرت برقعة بخطه فيها: فلان دعاني مرتين ودعوته ثلاث مرات فعليه دعوة، وقد ذكرنا على هذا أسامي كل من يعاشرنا، فلما انتهيت إلى اسمي فرأيته قد حصل له على دعوات، فخرجت وقلت: عليّ أن لا

<<  <  ج: ص:  >  >>