للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[من لا يعلق بابه على معتفيه]

قيل: أمدح بيت قالته العرب، قوله:

يغشون حتّى ما تهرّ كلابهم ... لا يسألون عن السّواد المقبل «١»

وقال الرستمي:

ولم يغلّقوا أبوابهم دون ضيفهم ... ولا شتموا خدّامهم ساعة الأكل

إذا تغدّى رفعت ستوره

وقال آخر:

وإذا حضرنا الباب عند غدائه ... أذن الغداء لنا برغم الحاجب

ولما عرس جعفر بن يحيى بابنه علي بن عيسى بن ماهان، جعل الطعام في الشوارع، فكلّ من شاء أكل، وجعلت الغوالي «٢» في مراكن من ذهب فمن شاء تطيب ومن شاء أخذ وانصرف.

وكان عبيد الله بن عباس رضي الله عنهما يسمّى معلم الجود، وهو أول من وضع الموائد على الطريق وكانت نفقته كل يوم خمسمائة دينار.

النّازل الرّوابي والأطراف

وقال أبو فراس:

لنا بيت على عنق الثريّا ... رفيع مذاهب الأطناب سامي «٣»

تظلله الفوارس بالعوالي ... وتفرشه الولائد بالطّعام «٤»

وقال ابن هرمة:

أغشى الطريق بقبّتي ورواقها ... وأحلّ في نشز الربا فأقيم «٥»

قيل للحسن رضي الله عنه كيف نزلت بالأطراف، فقال: هي منازل الأشراف يتناولون من أرادوا بالقدرة عليه ويتناولهم من أرادهم بالحاجة إليهم.

المبادر إلى حمل الضّيف

قال شاعر:

وقمت إليه مسرعا فغنمته ... مخافة قومي أن يفوزوا به قبل

فأوسعني حمدا وأوسعته قرى ... وأرخص بحمد كان كاسبه الأكل

<<  <  ج: ص:  >  >>