للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأنت يا ريح بطني ... على عذاريه هبّي «١»

ويا قفاه تداني ... واقعد قريبا بجنبي

وإن صفعتك ألفا ... فلا تقولنّ حسبي

وله في بعض الكتاب:

رأيت شيخا رقيعا ... للصفع فيه بقيّه

مستعربا نبطيّا ... ويشتهي العجميّه

فقلت ذقنك في إستي ... هذا من العربيّه

وريشك بباب كوني ... هذا من العجميّه

أولا فدعنج بوطئي ... هذا من النبطيه

هذي لغات ثلاث ... صحيحة مستويه

وقال ابن الرومي:

وصفعان يجود بأخدعيه ... ويصفع نفسه في الصافعينا «٢»

كهدم المشركين بيوت سوء ... بأيديهم وأيدي المؤمنينا

ومما يدخل في باب الصفع، خاطر رجل على أن يصفع المطلب الهاشمي بباب الطاق فيشكره المطلب على ذلك، فوقف يوما على طريقه وصفعه من خلفه في النقرة، وقال: العقرب العقرب وكان معه عقرب منزوع الحمة فلما رأى المطلب العقرب شكره، وقال: جزيت خيرا فلولا أنت لدغتني.

[وصف ثقيل]

ما الحمام على الإصرار وحلول الدين مع الإقتار «٣» وشدة السقم على الأسفار بأثقل من لقاء فلان. وقال رجل لأبيه يا أبت: حدثني مستملى أبي حنيفة أن أبا حنيفة قال: إني ثقيل، فقال: يا بنيّ أنت ثقيل بالإسناد. وصف آخر ثقيلا، فقال: هو ثقيل جاهل بثقله والثقيل إذا علم أنه ثقيل فليس بثقيل. قال شاعر:

أثقل من طلعة يوم سبت ... على ابن كتاب بليد هبت «٤»

وفسر سعيد بن المسيب قول الله تعالى: عُتُلٍّ بَعْدَ ذلِكَ زَنِيمٍ

«٥» ، إنه ثقيل لغير رشده. وقال إنسان لأحمد بن أبي خالد: لقد أعطيت ما لم يعطه رسول الله صلّى الله عليه وسلم، فقال له:

لئن لم تخرج من ذلك لأقتلنّك، فقال: إن الله تعالى قال لنبيّه: وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ

<<  <  ج: ص:  >  >>