للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حثّ القوم على الشّرب

كان رجل يشرب مع قوم، فإذا أخذ القدح أطال إمساكه، فقال ساقيهم: إشرب وهبه في كفك من يوم مولدك. وقال آخر لمن يحبس الكاس: أليس لو بقي في كفك أياما وقد مزجته كان يتغير؟ قال: نعم، قال: فلا أرى ساعة تمضي إلا ولها قسط من التغير، فاشربه.

وكتب بعضهم على كاس:

قالت الكاس لساقيها إلى ... كم تحسبوني

إنّ جسمي من زجاج ... فاحذروا ألا تكسروني

واجعلوا السّاقي خشف ... اومع الخشف ذروني «١»

وإذا أنتم ثقلتم ... فخذوني في سكوني

الحثّ على المزج والمنع منه

قال أبو نواس:

فقوما فامزجا خمرا بماء ... فإن نتاج بينهما السرور

وكان رجل يسقي آخر صرفا، ويغنّي له:

يديرونني عن سالم وأديرهم ... وجلدة بين العين والأنف سالم

فكان ينشد وجلدة ما بين العين والأنف سالم فيكسر البيت ويزيد فيه لفظة ما، فقال صاحبه: الأولى أن تجعل ما التي في بيتك في قدحك، وقال حسان في المنع من المزج:

إن التي ناولتني فرددتها ... قتلت قتلت فهاتها لم تقتل

كلتاهما حلب العصير فعاطني ... بزجاجة أرخاهما للمفصل

وقال أبو نواس:

أثن على الخمر بآلائها ... وسمّها أحسن أسمائها

لا تجعل الماء لها قاهرا ... ولا تسلّطها على مائها «٢»

وأنكر بعض الشرب على الساقي كثرة المزج، فقال: تريدون في مائكم نبيذا.

حثّ الساقي على العدل بين القوم

قال علي بن داود في كتاب الزهرة: ليتحرّ الساقي العدل فإنه والي العقول وإلا ناله من خجلة الاستعفاء ما ينال الوالي من خجلة العزل.

<<  <  ج: ص:  >  >>