للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال ابن بسام «١» :

ألا إنّ عين المرء عنوان قلبه ... تخبّر عن أسراره شاء أم أبى

وقال كشاجم:

ويأبى الذي في القلب ألا تبيّنا ... وكلّ إناء بالذي فيه يرشح «٢»

* متابعة الصديق في رشده دون غيّه

استشهد ابن الفرات أيام وزارته علي بن عيسى بغير حقّ، فلم ينصره، فلّما رجع كتب إليه لا تلمني على نكوصي في نصرتك بشهادة زور، فإنه لا بقاء لاتفاق على نفاق ولا وفاء لذي مين واختلاق، وأحرى بمن تعدّى الحق في مسرتك إذا رضي أن يتحرى الباطل في مساءتك إذا غضب، وقد تقدم هذا الخبر. قال شاعر:

ألم تعلمي أنّي إذا الإلف قادني ... إلى الجور لا أنقاد والإلف جائر

ودعا أعرابي فقال: اللهمّ أني أعوذ بك ممّن لا يلتمس خالص مودّتي إلا بالتأتّي لمواقع شهوتي.

* متابعته في غيّه ورشده

قال عروة «٣» :

وخلّ كنت عين الرشد منه ... إذا نظرت، ومستمعا سميعا

أطاف بغية فنهيت عنها ... وقلت له أرى أمرا فظيعا

أردت رشاده جهدي فلمّا ... أبى وعصى عصيناه جميعا

قال بشّار:

وما كنت إلا كالزّمان فإن صحا ... صحوت وإن ماق الزمان أموق «٤»

قال أحمد بن صالح:

أنا كالمرآة ألقى كلّ وجه بمثاله

وقال رجل لصديقه: ما رأيك في كذا؟ فقال: أنا من غزيّة. يريد أني تابع لك إشارة إلى قول دريد:

وهل أنا إلا من غزيّة إن غوت ... غويت وإن ترشد غزية أرشد «٥»

<<  <  ج: ص:  >  >>