للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[* متآخيان اختلف مذهباهما]

قال الجاحظ «١» : لم ير أعجب حالا من الكميت والطرمّاح، فإن الكميت كان عدنانيا شيعيا يتعصب لأهل الكوفة، والطرماح كان قحطانيا خارجيا يتعصب لأهل الشام، وكان بينهما من المخالطة ما لم يكن بين اثنين قط ولم تجر بينهما جفوة ولا قطيعة ولا اعتراض.

وقيل لهما: كيف اتفقتما مع الخلاف بينكما؟ فقالا: اتفقنا على بغض العامة. ووصفهما جعفر المصري فقال:

فنحن من ودّ وحبّ كما ... كان كميت والطّرمّاح

وكان عبد الله الأباضي وهشام بن الحكم شريكين في البزّ وبينهما من الخلاف ما لم يكن بين اثنين، كان الأباضي يزعم أن عليا لم يزل مستسّرا بالكفر حتى أظهره يوم التحكيم وهشام يثبت الإمامة لعلي رضي الله عنه. قال هشام: ما خالفني إلا مرة: اشترينا جارية فقلت: أجعلها لي، فقال: أنت عندي كافر وهذا فرج، ولا أحبّ أن أبيحه لك. قال العباس بن الأحنف وهو مما يتمثّل به ههنا:

زاوج حيتانها الضّباب بها ... فهذه كنّة وذا ختن «٢»

[* اصطحاب نذلين]

في المثل: وافق شنّ طبقة. وافقه فاعتنقه. قال شاعر:

كأنس الخنافيس بالعقرب

ولأبي الحسن:

كلاكما بالمجد مستهتر ... وبابتناء المجد مفتون

وفرّق ما بينكما واحد ... أنت رقيع وهو مأفون «٣»

وأنت لوطيّ على ظنّه ... وذاك بالإجماع مأبون «٤»

* استبقاء الإخوان بالإفضاء «٥» عليهم

قيل: إذا سرّك أن يثبت لك الصديق، فليكن لك عليه الفضل. قال شاعر:

إذا أنت لم تفضل على ذي مودّة ... وكنت وإيّاه بمنزلة سوا

<<  <  ج: ص:  >  >>