للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فقال ابن عباس: لئن شكت في زمانها فقد شكت قوم عاد في زمانهم إذ قد وجدوا في خزائنهم سهما مكتوبا عليه:

بلاد بها كنّا ونحن نحبّها ... إذ الناس ناس والبلاد بلاد

قال أبو الدرداء: كان الناس ورقا لا شوك فيه، فقد صاروا شوكا لا ورق فيه إن نافرتهم نفروك، وإن تركتهم ما تركوك.

وقال عدي بن حاتم لمعاوية: معروفك الذي نعده اليوم منكرا معروف لم يأت. وعن أبي صالح في قول الله تعالى: وَيَذْهَبا بِطَرِيقَتِكُمُ الْمُثْلى

«١» أي بسراة الناس.

قال شاعر:

ذهب الرجال المقتدى بفعالهم ... والمنكرون لكل أمر منكر

وبقيت في خلف يزين بعضهم ... بعضا ليدفع معور عن معور

قال بعضهم: كأنّ الله تعالى ما عنى بقوله-: ما تَرى فِي خَلْقِ الرَّحْمنِ مِنْ تَفاوُتٍ

«٢» في البخل والجهل- إلا أهل زماننا فإنهم ما تفاوتوا في البخل والجهل.

ذمّ النّاس

لما قدم محمد بن عبد الله بن طاهر مدينة السلام كتب إلى أخيه وهو بخراسان يشكو إليه قلّة الأنيس وتأذّيه بمضرة الجليس، فكتب إليه:

طب عن الأمة نفسا ... وارض بالوحدة أنسا

لست بالواجد خلّا ... أو تردّ اليوم أمسا

ما رأينا أحدا سا ... وى على الخبرة فلسا

وقيل: خير الناس من لم تجرّبه. إخبر الناس تقليهم «٣» .

قال المتنبيّ:

وصرت أشكّ فيمن أصطفيه ... لعلمي أنه بعض الأنام

وقال الآخر:

ليس في الدنيا وفاء ... لا ولا في النّاس خير

قد بلوت الناس فالنا ... س كسير وعوير

وقال الآخر:

بلوناهم واحدا واحدا ... فكلّهم ذلك الواحد

<<  <  ج: ص:  >  >>