للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال آخر:

لعمري لقد زعم الزاعمون ... بأن القلوب تجاري القلوبا

فلو كان حقّا كما تعلمون ... لما كان يجفو حبيب حبيبا

المدّعي محبّة صديقه

قال المتنبّي:

أحبّك يا بدر الزمان وشمسه ... وإن لامني فيك السّها والفراقد

وذاك لأن الفضل عندك باهر ... وليس لأن العيش عنك بارد

وإن قليل الحبّ بالعقل صالح ... وإنّ كثير الحبّ بالجهل فاسد

وقال إبراهيم بن العباس:

وأنت هوى النفس من بينهم ... وأنت الحبيب وأنت المطاع

وما بك إن بعدوا وحشة ... ولا معهم إن بعدت اجتماع

وقال آخر:

فيا ليت ما بيني وبينك عامر ... وبيني وبين العالمين خراب

وليتك تحلو والحياة مريرة ... وليتك ترضى والأنام غضاب

النهي عن فرط الحبّ والبغض

قال رجل لأرسطاطاليس: عظني، قال: لا يملأن قلبك محبة شيء ولا يستولينّ عليك بغضه، واجعلهما قصدا. فالقلب كاسمه يتقلّب، وفي الأثر: أحبب حبيبك هونا ما، عسى أن يكون بغيضك يوما ما وابغض بغيضك هونا ما، عسى أن يكون حبيبك يوما ما.

قلة المبالاة ببغض من لا يقصد ضرّك

قال عمر بن الخطاب «١» رضي الله عنه لطليحة الأسدي: قتلت عكاشة فقلبي لا يحبك أبدا. قال: فما عشرة جميلة، فإن الناس يتعاشرون على البغضاء. وقال الوليد لرجل: إني أبغضك. فقال: إنما تجزع النساء من فقد المحبّة، ولكن عدل وانصاف يا أمير المؤمنين.

وقال ابن أبي الحواري لأبي سليمان: إن فلانا لا يقع من قلبي، فقال: ولا من قلبي، ولكنّا لعلنا أتينا من قبل أنه ليس فينا خير فلسنا نحب الصالحين.

وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه لرجل هم بطلاق امرأته: لم تطلقها؟ قال: لا أحبها. قال: أَوَكلّ بيت يبنى على المحبة، أين الرعاية والذمم؟

<<  <  ج: ص:  >  >>