للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ونقضه ديك الجن فقال:

نقّل فؤادك حيث شئت فلن ترى ... كهوى جديد أو كوصل مقبل

من جعل لكلّ من قديم الهوى وحديثه نصيبا

قال شاعر:

أنا مبتلىّ ببليتين من الهوى ... شوقي إلى الثاني وذكر الأول

قسم الفؤاد لحرمة وللذة ... في الحبّ من ماض ومن مستقبل

قال كثيّر:

وللعين ملهىّ في البلاد ولم يقد ... هوى النفس شيء كاقتياد الطّرائف

قال أبو تمّام:

وقالت أنيسي البدر قلت تجلّدا ... إذا الشمس لم تغرب فلا طلع البدر

[من ذكر كثرة من يهواهم]

قال ابن أبي طاهر:

عدمت فؤادي من فؤاد فما أشقى ... وأكثر من يهوى وأعظم ما يلقى

فلو كان يهوى واحدا لعذرته ... ولكنّه من جهله يعشق الخلقا

ثمانون لي في كلّ يوم أحبّهم ... وما في فؤادي واحد منهم يبقى

وقال آخر:

قالوا بغانية واصلت غانية ... فقلت: حزم ورود الماء بالماء «١»

[مساعفة المحبوب إذا ساعف والإعراض عنه إذا أعرض]

هذه طريقة يختارها قوم فيطيب عيشهم وإن كان لا يرضاها من يتكلم في العشق من حكام أربابه. قال شاعر:

تمتّع بها ما ساعفتك ولا يكن ... عليك شجىّ في الصّدر حين تبين

تأسّف من بحبّه من لا يحبه

قال شاعر:

إن كان ذا قدر أنعطيك نافلة ... منّا وتحرمنا ما أنصف القدر

وقال أبو الطحان:

أفي الحقّ أنّي مغرم بك هائم ... وأنّك لا خلّ هواك ولا خمر

<<  <  ج: ص:  >  >>