للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فإذا جلست فكن مجيبا سائلا ... إنّ الكلام يزين ربّ المجلس

الحثّ على الإكثار من الكلام

قال حكيم: لولا سوء العادة لأمرت فتياني أن يماري بعضهم بعضا. وقال العتابي:

أقدر الناس على الكلام من عوّد لسانه الركض في ميادين الألفاظ. طول الصمت حبسة «١» وترك الحركة عقلة.

وقال أبو عطاء:

أقلّبه كيلا يكلّ بحبسة ... وأبعثه في كلّ حقّ وباطل

[تفضيل الصمت]

قال النبي صلى الله عليه وسلم: رحم الله عبدا صمت فسلم، أو قال خيرا فغنم، فجعل الصمت أفضل لأن السلامة أصل والغنيمة فرع.

قال الشاعر:

أقلل كلامك واستعذ من شرّه ... إنّ البلاء ببعضه مقرون «٢»

وقال آخر:

مت بداء الصّمت خير ... لك من داء الكلام

تفضيل كل واحد منهما في أوانهما والتمدّح بهما

قيل لبعضهم: السكوت أفضل أم النطق؟ فقال: السكوت حتّى يحتاج إلى النطق، فإذا احتيج إلى النطق فالسكوت حرام.

وقيل ليونس بن حبيب «٣» : السكوت أفضل أم الكلام؟ فقال: السكوت عن الخنا أفضل من الكلام بالخطأ، وقيل: الضراط في أوانه خير من الكلام في غير زمانه.

قال الشاعر:

والصمت أزين بالفتى ... من منطق في غير حينه «٤»

وقيل: ربما كان الصمت أبلغ من الإبلاغ في النطق مع عدم إصابة الفرصة.

قال ابن الرومي:

ناهيك من صمت بلا عيّ به ... وكذاك من لسن بغير سفاه «٥»

<<  <  ج: ص:  >  >>