للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال:

ليس عندي خطب النوى بعظيم ... فيه روح وفيه كشف غموم

إنّ فيه اعتناقة لوداع ... وانتظار اعتناقة لقدوم

وقال:

ولو فهم النّاس التّلاقي وحسنه ... لحبّب من أجل التّلاقي التفرّق

فيا حسننا والدّمع بالدمع واشج ... نمازجه والخدّ بالخدّ ملصق «١»

فلم تر إلا مخبرا عن صبابة ... بشكوى وإلا عبرة تترقرق

ومن قبل قبل التلاقي وبعده ... نكاد بها من شدّة اللثم نشرق «٢»

[عذر نارك توديع محبوبه]

كتب بعضهم: ما أعرضت عن تشييعك إلا استفظاعا لتوديعك وما كرهت توديعك إلا كراهة تجديد العهد بفراقك. قال البحتري:

لا تعذلني في مسي ... رك يوم سرت ولم ألاقك

أني عرفت مواقفا ... للبين تسفع غرب ماقك «٣»

وعلمت أن لقاءنا ... سبب اشتياقي واشتياقك

قال الصنوبري:

بأبي من هربت من توديعه ... وبعثت الدموع في تشييعه

[البكاء عند التوديع]

لما أراد عبد الملك الخروج إلى مصعب بن الزبير تعلقت به امرأته عاتكة فبكت وأبكت جواريها، فقال عبد الملك: قاتل الله ابن أبي جمعة حيث قال:

إذا ما أراد الغزو لم يثن عزمه ... حصان عليها نظم درّ يزينها «٤»

نهته فلمّا لم تر النهي عاقه ... بكت فبكى ممّا دهاها قطينها «٥»

وقال:

وممّا دهاني أنّها يوم أعرضت ... تولّت وماء العين في الجفن حائر «٦»

<<  <  ج: ص:  >  >>