للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الخيزران فكرّ راجعا وقال: وسوتاه من حسنة فإني والله أصابني كما أصاب من يقول:

بينما نحن بالبلاكث فالقا ... ع شراعا والعيس تهوي هويّا «١»

خطرت خطرة على القلب من ذكراك ... وهنا فما استطعت مضيّا

قلت لبيك إذ دعاني يد الشو ... ق وللحاديين كرّا المطيّا «٢»

[الشوق بعد الارتحال]

كان لأعرابي مملوك فاشتراه عراقيّ فلما ارتحل به بكى وأنشد:

أشوقا ولمّا تمض لي غير ليلة ... فكيف إذا سار المطيّ بنا عشرا

أخوكم ومولاكم وصاحب سركم ... ومن قد نشا فيكم وعاشركم دهرا

فقال له المشتري الحق بأهلك.

وقال المتنبيّ:

أرى أسفا وما سرنا قليلا ... فكيف إذا غدا السير ابتراكا «٣»

فهذا الشوق قبل البين سيف ... وها أنا ما ضربت وقد أحاكا «٤»

قال أشجع:

فها أنت تبكي وهم جيرة ... فكيف تكون إذا ودّعوا

قال أبو فراس:

حملت هواك لا جلدا ولكن ... صبرت على اختيارك واضطراري

[المفارقة كرها]

قال الماني:

لا تنكرنّ رحيلي عنك في عجل ... فإنّني لرحيل غير مختار

وربّما فارق الإنسان مهجته ... يوم الوغا غير قال خيفة العار

[كراهة فراق من صحبته كرها]

قال شاعر:

أقمنا كارهين لها فلمّا ... ألفناها خرجنا مكرهينا

وما شعف البلاد بنا ولكن ... أمرّ العيش فرقة من هوينا «٥»

خرجت أقرّ ما قد كنت عينا ... وخلّفت الفؤاد بها رهينا

<<  <  ج: ص:  >  >>