للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

دخل أبو نواس على جارية الناطفي وكان قد ضربها مولاها فقال:

إنّ عنانا أسبلت دمعها ... كالدرّ إذ ينسلّ من خيطه

فليت من يضربها ظالما ... تيبس يمناه على سوطه

قال خالد الكاتب:

ما زلت أنكر ما ألقى وأجحده ... فاستشهد العاذلون الدمع والنفسا

أنشد أبو السائب القاضي قول جرير:

أنّ الذين غدوا بلبّك غادروا ... وشلّا بعينك لا يزال معينا «١»

غيّضن من عبراتهنّ وقلن لي ... ماذا لقيت من الهوى ولقينا

فحلف أن لا يرد على أحد سلامه يومه إلا بالبيتين ونحوه.

ولبعضهم:

ولمّا تلاقينا جرت من عيوننا ... دموع كففنا غربها بالأصابع «٢»

رأى الرشيدي كتابة في جدار قصر دجلة:

ومالي لا أبكي بعين حزينة ... وقد قربت للظاعنين حمول

وتحته مكتوب: ايه ايه ايه. فجعل يسأل أصحابه عن المكتوب تحته فلم يعرفوه فقال الربيع إنما أراد حكاية البكاء.

وقال آخر:

فلو أن خدّا كان من فيض عبرة ... يرى معشبا لا خضرّ خدّي وأعشبا

قالت فاطمة بنت الأحجم:

كأنّ عيني لمّا أن ذكرتهم ... غصن يراح من الطّرفاء ممطور «٣»

وقال آخر:

نبيت كأنّ العين أفنان سدرة ... عليها سقيط من ندى الطلّ ينطف «٤»

[جعل البكاء كسحاب وقطر]

قال كثيّر:

كأنّ إنسانها في لجّة غرق

وقال ابن الحاجب:

كأنّ السحاب الغرّ حشو جفونه ... إذا انهملت من عينه عبراتها

<<  <  ج: ص:  >  >>