للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الاستحسان للدمع من دفع الجزع]

من أبدع ما فيه قول بشار:

وجدت دموع العين تجري غروبها ... أخفّ على المحزون والصّبر أجمل «١»

قال الرقاشي:

نعم معون الكمد البكاء

وبكى أعرابي فقيل له: في ذلك فقال: أما علمتم أن الدموع خفراء القلوب. قال الحسين بن وهب:

إبك فما أكثر نفع البكا ... والحبّ إشفاق وتعليل

فهو إذا أنت تأملته ... حزن على الخدّين محلول

قال ابن عباس كنت إذا خرجت أمتنع من البكاء حتى سمعت قول ذي الرمة:

لعلّ انحدار الدمع يعقب راحة ... من الوجد أو يشفي نجيّ البلابل «٢»

فصرت أشتفي من الوجد به. قال الموسوي:

الدمع عون لمن ضاقت به الحيل

وقال آخر:

وغصّة وجد أظهرتها فرفّهت ... حرارة حرّ في الجوانح والصّدر

[قصور الأدمع في دفع الجزع]

قال ديك الجنّ «٣» :

في قلبه نار شوق ليس يخمدها ... بحر أحاط به للدمع مسجور «٤»

وقال:

فوق خدّي لجّة من دموع ... يغرق الوجد بينها والسّلام «٥»

كان بين الواثق وبين بعض جواريه عتاب فبكى وضحكت فقال: قاتل الله العباس بن الأحنف حيث قال:

عدل من الله أبكاني وأضحككم ... الحمد لله عدل كلّما صنعا

[إزدياد الوجد بالبكاء]

قال أبو تمّام يردّ على من زعم أنّ البكاء يخفّف الوجد:

أجدر بجمرة لوعة إطفاؤها ... بالدّمع أن تزداد طول وقود

<<  <  ج: ص:  >  >>