للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[إرسال الريح إليه]

قال البحتري:

ألا يا نسيم الريح بلّغ رسالتي ... سليمي وعرّض بي كأنّك مازح «١»

فإن سألت عنّي سليمي فقل لها ... به غبّر من دائه وهو صالح «٢»

وقال:

لي إلى الريح حاجة إن قضتها ... كنت للريح ما بقيت غلاما

حجبوها عن الرّياح لأني ... قلت للريح بلّغيها السّلاما

وقال:

فلو أنّ ريحا أبلغت وحي مرسل ... خفيّ لناجيت الجنوب على الجنب

وقلت لها أدّي إليهم تحيّتي ... ولا تخلطيها طال سعدك بالترب

فإني إذا هبّت شمالا سألتها ... هل ازداد صداح النميرة من قرب

[من حسد رسوله لتمتعه بالنظر إلى محبوبه]

عشق المأمون جارية لبعض المتكلمين المتّصلين به وكان يراسلها ببعض من أفشى إليه سره فقال يوما وقد بعث إليها:

ألا ليتني كنت الرسول وكأنّني ... فكان هو المقصى وكنت أنا المدنى «٣»

بعثتك مشتاقا ففزت بنظرة ... وأغفلتني حتّى أسأت بك الظنّا

وسرّحت طرفا في محاسن وجهها ... ومتّعت باستمتاع نغمتها الأذنا

أرى أثرا منها بعينك لم يكن ... لقد سرقت عيناك من عينها حسنا

قال محمد بن أمية:

أن تشق عيني بها فقد سعدت ... عين رسولي وفزت بالخبر

خذ مقلتي يا رسول عارية ... فانظر بها واحتكم على بصري

[تأسف من خلفه رسوله على محبوبه]

قال شاعر:

بعثت رسولا فأضحى خليلا ... على الرغم منّي فصبرا جميلا

وكنت الخليل وكان الرسول ... فصار الخليل وصرت الرسولا

كذا من يوجّه في حاجة ... إلى من يحبّ رسولا نبيلا

<<  <  ج: ص:  >  >>