للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إذ يصلي وعليه دينهم ... أنت تهواني وآتيك أنا

قال أبو دهم:

لما رأيت معذّبي ... ألفيته كالمحتشم

فطلبت منه زورة ... تشفي السّقيم من السّقم

فأبى عليّ وقال لي ... في بيته يؤتى الحكم

[من سأل رفيقه أن يزور به صديقه]

قال شاعر:

خليليّ عوجا بارك الله فيكما ... وإن لم تكن هند لأرضكما قصدا

وقولا لها ليس الضلال أجازنا ... ولكنّنا جزنا لنلقاكم عمدا

وقال نصيّب:

بزينب ألمم قبل أن يظعن الركب ... وقل أن تملّينا فما ملك القلب

وقال:

خليليّ من عوف عفا الله عنكما ... ألمّا بها إن كان مرخى ظلامها

فإنّ مقيلي عند ظمياء ساعة ... لنا خلف من نومة سنامها «١»

النهي عن كثرة النظر وذمّه

قال الله تعالى: قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصارِهِمْ

«٢» . وقال النبي صلّى الله عليه وسلّم: لا تتبع النظرة النظرة، فإنما لك الأولى وليست الآخرة وقال: زناء العين النظر. وقال عيسى عليه السلام: لا يزني فرجك ما غضضت طرفك. وقيل: من كثرت لحظاته دامت حسراته. فضول المناظرة من فضول الخواطر. قيل: نظر رجل إلى امرأة فقالت لم تنظر إلى ما يقيم أيرك وينفع غيرك؟ وقال أبو الفيض: خرجت حاجا فمررت بحي فرأيت جارية كأنها فلقة قمر فغطت وجهها، فقلت يرحمك الله أنا سفر وفينا أجر، فمتعينا برؤية وجهك فقالت:

وكنت متى أرسلت طرفك رائدا ... لقلبك يوما أتعبتك المناظر

رأيت الذي لا كلّه أنت قادر ... عليه ولا عن بعضه أنت صابر

ومرت أعرابية بجماعة من بني نمير فأداموا لها النظر فقالت: يا بني نمير ما فعلتم بقول الله: قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ولا بقول الشاعر:

فغضّ الطّرف إنّك من نمير ... فلا سعدا بلغت ولا كلابا «٣»

<<  <  ج: ص:  >  >>