للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بغير حجة وصارع بغير قوة فقد أعظم الخطر وأكبر الغرر:

إذا ما أردت الأمر فاذرعه كلّه ... وقسه قياس الثوب قبل التقدّم

لعلّك تنجو سالما من ندامة ... فلا خير في أمرأتى بالتندّم

المتبجّح بثباته

قيل: لأمير المؤمنين رضي الله عنه أنت محرب مطلوب فلو اتخذت طرفا. فقال: لا أفرّ عمن كرّ ولا أكرّ على من فرّ، فالبغلة تكفيني.

وقيل لعباد بن الحصين: إن جالت الخيل فأين نطلبك؟ قال: حيث تركتموني.

وقيل لبعض بني المهلب بن نلتم؟ ما نلتم قال بصبر ساعة، وقال هدبة:

أخو الحرب من لا يجتويها إذا اجتوت ... ولا يظهر الشكوى وإن كان موجعا «١»

وقال:

قوم إذا نزلوا الوغى لم يسألوا ... حذر المنيّة عن طريق الهارب

وقال آخر:

ولا يرتقي من خشية الموت سلّما

قال أبو فراس:

صبور ولو لم تبق منّي بقية ... قؤول ولو أن السيوف جواب «٢»

وقور وأحداث الليالي تنوشني ... وللموت حولي جيئة وذهاب

[المبادر إلى الحرب غير مبال بها]

وصف أعرابي قوما فقال ما سألوا قط كم القوم، وإنما يسألون أين هم؟ سأل رجل يزيد بن المهلب فقال: صف لي نفسك، فقال: ما بارزت أحدا إلا ظننت أن روحه في يدي.

ولما بلغ قتيبة حدّ الصين قيل له قد أوغلت في بلاد الترك والحوادث بين أجنحة الدهر تقبل وتدبر، فقال بثقتي بنصر الله توغّلت وإذا انقضت المدة لم تنفع العدة فقال الرجل أسلك حيث شئت فهذا عزم لا يفلّه إلا الله، قال السلامي:

أتى القدر المتاح فلا اصطبار ... يرد شباة عنك ولا فرار

وليس تقدّمي خرقا ولكن ... لغير الحرب يدّخر الوقار

<<  <  ج: ص:  >  >>