للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي قوله:

ترى الجبناء أنّ العجز عقل ... وتلك خديعة الطبع اللئيم

وقوله:

فلو أن الحياة تبقى لحيّ ... لعددنا أضلّنا الشجعانا

وإذا لم يكن من الموت بدّ ... فمن العجز أن تموت جبانا

قال أبو فراس:

تهون علينا في المعالي نفوسنا ... ومن خطب العلياء لم يغله المهر «١»

قوم تسلّط عليهم القتل فلم يفنهم

قال المهلّب: ليس شيء أنمى من سيف. فوجد الناس تصديق ذلك فما نال السيف أنمى عددا وأكرم ولدا منهم قال الله تعالى ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب. وقال الحجاج لامرأة من الخوارج: والله لأحصدّنكم حصدا فقالت: أنت تحصد والله يزرع.

فأنظر أين قدرة المخلوق مع قدرة الخالق. ولم يظهر من عدد القتلى ما ظهر في آل أبي طالب وآل المهلب وفيهم من الكثرة ما ترى. قال شاعر:

إذا فرّج القتل عن غيظهم ... أبى ذلك الغيظ إلا التقافا «٢»

وقيل: أربعة يسرع الخلف إليها الحرق والقتل والتزويح والحج.

[من لم يبال بأن يقتل]

قال عبد الله بن مسعود: عثرت بأبي جهل في الجرحى وقد قطعت يده ورجله، فقلت: يا عدو الله وعدو رسوله. فقال: سيفك كهام «٣» فهاك سيفي فحزّ رأسي «٤» من عريشي فإنه أهون عند من يراه.

وأسرت أمّ علقمة الخارجيّة وأتي بها إلى الحجّاج فقيل لها: وافقيه في المذاهب فقد يظهر الشرك بالمكر فقالت: قد ضللت إذا وما أنا من المهتدين. فقال لها: قد خبطت الناس بسيفك يا عدوة الله خبط العشواء فقالت لقد خفت الله خوفا صيّرك في عيني أصغر من ذباب وكانت منكسة فقال: إرفعي رأسك وانظري إليّ فقالت أكره أن أنظر إلى من لا ينظر الله إليه. فقال: يا أهل الشأم ما تقولون في دم هذه؟ قالوا: حلال. فقالت: لقد كان جلساء أخيك فرعون أرحم من جلسائك حيث استشارهم في أمر موسى فقالوا أرجئه وأخاه، فقتلها.

<<  <  ج: ص:  >  >>