للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عندهم واحد، فتوحيده من تحصيل الحاصل وابن عربي الحاتمي الذي تقدم ذكره في كلام صاحب الرماح من مشاهير المعتقدين وحدة الوجود، وفي ذلك يقول في الفتوحات:

العبد رب والرب عبد ... يا ليت شعري من المكلف

إن قلت عبد فذاك حق ... أو قلت رب أنَّ يكلف

ويقول في الفتوحات إن الذين عبدوا العجل ما عبدوا غير الله وكذلك عبد الكريم الجيلي في كتابه (الإنسان الكامل) وابن الفارض في ديوانه وهذه العقيدة مقدسة في كتب التجانيين فنعوذ بالله من الضلال، ولله در الإمام محمد بن إسماعيل الصنعاني إذ يقول في داليته:

وأكفر أهل الأرض من ظن أنه ... إله تعالى الله جل عن الند (١)

وعسى أبو بكر الأصم أن يكون لم يرد هذا المعنى.

الثالثة: قول المتكلمين ولي الله من كان آتيا بالاعتقاد الصحيح المبني على الدليل.

الظاهر أن المتكلمين يريدون بالدليل: الدليل الذي يسمونه عقليا كدلائل المعتزلة والمتأخرين من الأشعرية فإنهم يزعمون أن من عرف الله تعالى بالدليل النقلي من الكتاب والسنة هو مقلد وقد اختلفوا في إيمان المقلد على ثلاثة أقوال، الأول أنه كافر لا إيمان له والثاني مؤمن عاص، والثالث أنه مؤمن غير عاص بتقليد، وهذا من أعظم ضلالهم فإن الصحابة رضوان الله عليهم والسلف الصالح من التابعين والأئمة المجتهدين لم يقتصروا على طرح علم الكلام ونبذه، بل حرموه وجعلوه من أكبر الكبائر.

قال ابن عبد البر في كتاب "جامع بيان العلم وفضله" ما نصه: قال يونس بن عبد الأعلى سمعت الشافعي يوم ناظره حفص الفرد قال لي يا أبا موسى لأن يلقى الله عز وجل الفرد بكل ذنب ما خلا الشرك خير من أن يلقاه بشيء من الكلام لقد سمعت من حفص كلاما لا أقدر أن أحكيه وقال الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله إنه لا يفلح صاحب كلام أبدا تكاد ترى أحدا نظر في الكلام إلا وفي قلبه دغل وقال مالك أرأيت إن جاء من هو أجدل منه أيدع دينه كل يوم لدين جديد اهـ.

ونُقل مثل ذلك عن أبى حنيفة وسائر أئمة السلف قال


(١) رواية البيت في الدالية طبع المكتب الإسلامي بتحقيق الأستاذ زهير الشاويش
الصفحة (١٨) كما يلي:
وأكفر أهل الأرض من قال إنه إله فإن الله جل عن الند

<<  <   >  >>