للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فلما نزلوا عالجوا متاعهم فلم يقدروا على حله إلا بعد شر، فلما أرادوا أن يحملوا قال بعضهم: يا حامل اذكر حلا «١» ، فأرسلها مثلا «٢» .

[١٦٥- ما يوم حليمة بسر.]

زعموا أنه لما غزا المنذر بن ماء السماء غزاته التي قتل فيها قطع به الحارث بن جبلة ملك غسان، وفي جيش المنذر رجل من بني حنيفة ثم أحد بني سحيم يقال له شمر بن عمرو، وكانت أمه من غسان، فخرج يتوصل بجيش المنذر، يريد أن يلحق بالحارث بن جبلة، فلما تدانوا سار حتى لحق بالحارث، فقال: أتاك ما لا تطيق، فلما رأى ذلك الحارث ندب من أصحابه مائة رجل اختارهم رجلا رجلا ثم قال:

انطلقوا إلى عسكر المنذر فأخبروه أنا ندين له ونعطيه حاجته، فإذا رأيتم منه غرة فاحملوا عليه، ثم أمر لابنته حليمة بنت الحارث بمركن فيه خلوق، فقال: خلقيهم، فجعلت تخلقهم حتى مرّ عليها فتى منهم يقال له لبيد بن عمرو، فذهبت لتخلّقه، فلما دنت قبلها، فلطمته وبكت، وأتت أباها فأخبرته قال: ويلك اسكتي فهو أرجاهم عندي ذكاء قلب، ومضى القوم وشمر بن عمرو الحنفي حتى أتوا المنذر، فقالوا له:

أتيناك من عند صاحبنا، وهو يدين لك ويعطيك حاجتك، فتباشر أهل عسكر المنذر بذلك وغفلوا بعض الغفلة، فحملوا على المنذر فقتلوه ومن كان حوله، فقيل:

ما يوم حليمة بسرّ «٣» ، فذهبت مثلا، قال النابغة وهو يمدح غسان «٤» :

ولا عيب فيهم غير أن سيوفهم ... بهنّ فلول من قراع الكتائب

تخبّرن من أزمان يوم حليمة ... إلى اليوم قد جرّبن كلّ التجارب

<<  <   >  >>