للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يتعجب من تعبيره ذلك لموته، وتأجيله بالأيام المذكورة والظاهر، والله أعلم. أنه أخذ ذلك من حروف بعض كلمات النظم المذكور، وأظنها، والله أعلم، قوله: أصاب المعدن فإنها أحد عشر حرفاً، وذلك مناسب من جهة المعنى، فإن المعدن الذي هو الغني المطلق والملك المحقق ما تلقونه من السعادة الكبرى، والنعمة العظمى بعد الموت.

وفي السنة المذكورة توفي السديد المكي الدمشقي العدل آخر أصحاب الحافظ أبي القاسم بن عساكر.

[سنة ثلاث وخمسين وست مائة]

وفيها توفي الشهاب القوصي أبو المحامد إسماعيل بن حامد الأنصاري الشافعي.

روى عن جماعة، وخرج لنفسه معجمًا في أربع مجلدات كبار.

قال الذهبي: وفيه غلط كثير، وكان أديبًا إخباريًا فصيحًا مفوها ًبصيرًا بالفقه.

وفيها توفي الإمام المفتي المعمر ضياء الذين الكلبي الشافعي وفيها توفي، النظام البلخي محمد بن محمد الحنفي نزيل حلب، كان فقيهًا مفسراً بصيرًا بالمذهب.

وفيها توفي أبو الحجاج يوسف بن محمد الأنصاري أحد فضلاء الأندلس وحفاظها المتقنين، كان أديباً عارفاً فاضلاً، مطلعاً على أقسام كلام العالم من النظم والنثر، وراوياً لوقائعها وحروبها وأيامها.

قال ابن خلكان: بلغني أنه كان يحفظ كتاب الحماسة تأليف أبي تمام الطائي، والأشعار الستة وديوان أبي تمام المذكور، وديوان المتنبي وديوان أبي العلاء المعري، وسقط الزند إلى غير ذلك من أشعار الجاهلية والإسلام، وجمع للأمير أبي زكريا يحيى بن عبد الواحد صاحب افريقية، كتابا سماه كتاب الأعلام بالحروب الواقعة في صدر الإسلام، وابتدأ فيه بمقتل أمير المؤمنين عمر رضي الله تعالى عنه، وختمه بخروج الوليد بن طريف على هارون الرشيد ببلاد الجزيرة الفراتية، وقد تقدم ذكر تلك الواقعة، ومقتل الوليد فيها. قال ابن خلكان: ورأيت هذا الكتاب المجموع، فطالعته، وهو في مجلدين، أجاد في تصنيفه وكلامه فيه كلام عارف بهذا الفن، قال: ورأيت له أيضاً كتاب الحماسة في مجلدين، وقد قرأت النسخة عليه وعليها خطه، وذكر فيه ولوعه الأدب، ومحبته لكلام العرب، وحملها له على جمع استحسنه من أشعارهم جاهليها ومخضرميها وإسلاميها

<<  <  ج: ص:  >  >>