للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

يكاتبهم سرآ، ولا يسهل لهم الأمر، ولا يدع المكاتبات تصل إلى الخليفة ممن يرفع إليه الأعلام، فخاف فأشار الوزير ابن العلقمي على المعتصم بالله أني أخرج إليهم في تقرير الصلح، فخرج الخبيث، وتوثق لنفسه بالأمان، ورجع، فقال للخليفة: إن الملك قد رغب في أن يزوج ابنته بابنك الأمير أبي بكر، وأن يكون الطاعة له كما كان أجدادك مع الملوك السلجوقية، ثم ترحل، فخرج إليه المعتصم في أعيان الدولة، ثم استدعى الوزير العلماء والرؤساء ليحضروا العقد بزعمه وكيده، فخرجوا، فضربت رقاب الجميع، وصار كذلك يخرج طائفة بعد طائفة، فتضرب أعناقهم حتى بقيت الرعية بلا راع، وقتل من أهل الدولة وغيرهم ما قتل من العدد المذكور.

وفيها توفي أبو الفضل زهير بن محمدالمهلبي الكاتب، كان من فضلاء عصره، وأحسنهم نظمًا ونثراًوخطًا، ومن أكثرهم مروءة، وكان قد اتصل بخدمة السلطان الملك الصالح ابن أيوب ابن الملك الكامل في خدمته إلى البلاد الشرقية، وأقام بها إلى ملك الملوك الصالح دمشق، فانتقل إليها في خدمته. قال ابن خلكان: وكنت أسمع به، حتى اجتمعت به قرابته فوق ما سمعت عنه من مكارم الأخلاق وكثرة الرياضة ودماثة السجايا، وكان الاجتماع في القاهرة لما رجع الملك الصالح إلى الديار المصرية، وكان لا يتوسط عنده إلاًبخير، فنفع خلقًاكثيرًابحسن وساطته، وجميل سفارته. وله شعر.

قال ابن خلكان: وكل شعره لطيف، وذكر شيئًامنه في تاريخه، ولكن للاختصار والتخفيف لم أكتب شيئًامنه، ولا أعجبني ولا قوي عزمي الضعيف.

وفيها توفي أبو العباس القرطبي أحمد بن عمر الأنصاري المالكي المحدث نزيل اسكندرية، كان من كبار الأئمة، سمع بالعرب من جماعة، واختصر للصحيحين وصنف كتاب المفهم في شرح مختصرصحيح مسلم.

وفيها توفي الحافظ أبو علي الحسن بن محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن محمد ببغداد هذا الاسم الشريف خمس مرات ابن عمروك التيمي البكري النيسابوري، ثم الدمشقي الصوفي، سمع بمكة، ودمشق، وخراسان، وأصفهان، وكتب الكثير، وجمع، وصنف، وشرع في مسودة ذيل على تاريخ ابن عساكر، وولي مشيخة الشيوخ، وحسبة دمشق، وعظم شأنه في دولة المعظم، ثم تضعضع شأنه وابتلى بالفالج في آخر عمره، ثم تحول إلى مصر، فتوفي بها.

وفيها توفي الشرف الإربل العلامة الحسين بن إبراهيم الهمداني الشافعي اللغوي سمع

<<  <  ج: ص:  >  >>