للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الفقه والأصول والعربية، ودرس وأفتىوصنف المصنفات المفيدة، وأفتىالفتاوى السديدة، وجمع من فنون العلم العجب العجاب من التفسير والحديث، والفقه، والعربية، والأصول، واختلاف المذاهب والعلماء، وأقوال الناس ومأخذهم، حتى قيل: بلغ رتبة الاجتهاد، ورحل إليه الطلبة من سائر البلاد، وعنه أخذ الشيخ الإمام شرف الدين الدمياطي، والقاضي الإمام المفيد تقي الدين بن دقيق العيد وخلق كثير، وبلغ رتبة الاجتهاد، وانتهت إليه معرفةالمذهب مع الزهدوالورع، وقمعة للضلالات والبدع، وقيامه بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وغير ذلك مما عنه اشتهر، قالوا: وكان مع صلابته في الدين، وشدته فيه حسن المحاضرة بالنوادر والأشعار يحضر السماع ويرقص.

قلت: وهذا مما شاع عنه، وكثرشهوده، وبلغ في الاستفاضة والشهرة مبلغاً لايمكن جحوده، وذلك من أقوى الحجج على من ينكر ذلك من الفقهاء على أهل السماع من الفقراء والمشائخ أهل المقامات الرفاع أعني صدور وذلك عن مثل الإمام الكبير الذي سبق أئمة زمانه بدمشق. بل سبق كثيرًامن السابقين المتقدمين على أوانه وأرى نسبة فعله هذامع انكار الفقهاء غالبًا في سائر البلاد كنسبة ذهاب الإمام الكبير المحدث الحافظ أبي القاسم ابن العساكرإلى مذهب الأشعرية في الاعتقاد مع مخالفة طائفة من المحدثين اعتقدوا علىالظواهر، وحادواعن منهج الحق الباهج الظاهر، فكل واحد منهما مع غزير علمه وجلالته وتقدمه على. أقرانه في فنه وإمامته حجة على المشارإليهم من أهل ذلك الفن المخالفين من خلائق منهم لا يحصون على ذلك موافقين من الأئمة الكبار السابقين واللاحقين، كالفقيه الإمام الجليل المحدث أبي الفضل عياض بن موسى اليحصبي، والفقيه الإمام الجليل المحدث محيي الدين النواوي، والفقيه الإمام الجليل المحدث أبي العباس أحمد بن أبي الخير اليمني وغيرهم من المحدثين أولى المناقب الحميدة الموافقين في العقيدة، وكالفقيه الإمام الكبير المتفنن الأستاذ أبي سهل الصعلوكي، والفقيه الإمام السعيد السيد الشهيرالعارف بالله: الخبير الأستاذ أبي القاسم الجنيد، والفقيه الإمام المشكور العارف بالله المشهورمحمدبن حسين البجلي اليمني وغيرهم من الفقهاء أولى النفع والانتفاع الواجدين الداخلين في السماع، ولكن ذلك بشروط عند علماءالباطن ذكرتها في كتاب الموسوم بنشر المحاسن مع موافقتهم أيضاًفي العقيدة المذكورة الصحيحة المشهورة.

قلت: وكان عز الدين المذكوررضي الله تعالى عنه، يصدع بالحق، ويعمل به متشدداً في الدين لاتأخذه في الله لومة لائم، ولايخاف سطوة ملك ولا سلطان، بل يعمل بماأمرالله ورسوله، وما يقتضيه الشرع المطهر، ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر كأنه رضي الله تعالىعنه جبل إيمان. يصادم السلطان، كائنًاماكان، بمشافهة الإنكار، تحت عظام

<<  <  ج: ص:  >  >>