للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفيها توفي القاضي المنشئ جمال الدين محمد بن مكرم الأنصاري الرويفعي يروي عن مرتضى، وابن المقير، ويوسف بن المحبلي، وابن الطفيل. وحدث بدمشق واختصر تاريخ ابن عساكر، وله نظم ونثر قيل: وفيه شائبة تشيع.

وفيها توفي العلامة شيخ الأدباء رشيد الدين رشيد بني كامل الرقي، الشافعي، درس وأفتى، وبرع في الأدب، وحدث عن ابن مسلمة، وابن علان.

وفيها توفي قاضي الحنابلة بمصر سعد الدين مسعود بن أحمد الحارثي حدث وكتب وصنف ودرس، وكان ديناً هيناً، وافر الجلالة، فصيحاً ذكياً. حكم سنين، وكان من أئمة الحديث ومفتياً.

وفيها خر من فوق المنبر يوم الجمعة في هذه الحدود خطيب غرناطة، العلامة محمد عبد الله بن أبي حمزة المرسي، ومات فجاءة عن نيف وثمانين سنة - رحمه تعالى -.

[سنة اثنتي عشرة وسبع مائة]

فيها قطع خير الأمير مهنا لكونه ساق إليه جماعة من النواب والأمراء، فأجارهم ومسك خلائق من الأمراء وحبسوا، وحدث أحداث كثيرة من عزل وتولية.

وفيها حج السلطان الملك الناصر محمد بن قلاوون، قلت: ورأيته يطوف بالكعبة، وعليه ثياب أحرام من صوف، وهو يعرج في مشيته، وحوله جماعة من الأمراء، وبأيدي كثير منهم الطير من أمامه، ومن خلفه وجوانبه، فلما فرغ من طوافه ركع خلف المقام، ثم دخل الحجر، فصلى فيه، ثم جاءه قاضي مكة نجم الدين الطبري، ثم جاءه شيخنا إمام الصلاة والحديث فيها رضي الدين إبراهيم بن محمد الطبري، الشافعي، ولا أدري هل أتيا إليه باستدعاء منه أم بغير استدعاء، وكان دخوله مكة بعد دخول الركب المصري. ساق في أيام يسيرة، وحج وانصرف راجعاً قبل الركب.

وفي تلك السنة كان أول حجي عقب بلوغي، ثم رجعت إلى اليمن وعدت إلى مكة سنة ثمان عشرة، ثم أقمت بها، وسمعت الحديث، وازددت من الاشتغال بأنواع من العلوم على جماعة من العلماء، وتأهلت فأولدت من بنات أكابر الحرمين وأئمتهم وقضاتهم.

<<  <  ج: ص:  >  >>