للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقيل: في التي قبلها.

[سبع وثمانين ومائتين]

فيها قصدت طيىء ركب العراق في رجوعه من الحج ليأخذه كالعام الماضي، وكانوا في ثلاثة آلاف وأمير الحجاج أو الأغر فواقعوهم يوماً وليلة، والتحم القتال، وجندلت الأبطال، ثم أيد الله الوفد، وقتل رئيس طيىء صالح بن مدرك وجماعة من أشراف قومه، وأسر خلق، وانهزم الباقوق، ثم دخل الركب بالأسرى والرؤوس على الرماح ببغداد.

وفيها سار العباس الغنوي في عسكر، فالتقى القرمطي، فأسر العباس وانهزم عسكره، وقيل: بل أسر سائر العسكر، وضربت رقابهم، وأطلق العباس وحده، فجاء إلى المعتضد برسالة القرمطي أن: كف عنا، واحفظ حرمتك.

وفيها توفي الإمام الحافظ أبو بكر بن عمرو بن عاصم الضحاك الشيباني البصري قاضي أصبهان، صاحب المصنفات. وأبو سعيد الهروي الحافظ، شيخ هراة ومحدثها وزاهدا.

[ثمان وثمانين ومائتين]

فيها توفي مفتي بغداد، الفقيه الإمام أبو القاسم عثمان بن سعيد البغدادي الأنماطي صاحب المزني. وهو الذي نشر مذهب الشافعي ببغداد، وعليه تفقه أبو العباس بن شريح.

وفيها توفي الحاسب الحكيم ثابت بن قرة الحراني. كان في مبتدأ أمره صيرفياً بحران، ثم انتقل إلى بغداد واشتغل بعلوم الأوائل، فمهر فيها، وبرع في الطب، وكان الغالب عليه الفلسفة. وله تآليف كثيرة في فنون من العلم، مقدار عشرين تأليفاً. وهذب " كتاب إقليدس " الذي عربه حنين بن إسحاق العبادي، ونقحه وأوضح منه ما كان مستعجماً. وكان من أعيان عصره في الفضائل. وجرى بينه وبين أهل مذهبه أشياء، أنكروها عليه في المذهب، فرفعوه إلى رئيسهم، فأنكر عليه مقالته، ومنعه من دخول الهيكل، فتاب ورجع عن ذلك، ثم عاد بعد مدة إلى تلك المقالة، فمنعوه من الدخول إلى المجمع، فخرج من حران، فلما قدم محمد بن موسى من بلاد الروم راجعاً إلى بغداد، اجتمع به، فرآه فاضلاً

<<  <  ج: ص:  >  >>