للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أنك اتفقت، أنت والبريدي علي، والان قد آثرت رضاي، فصالح ابني حمدان، وأنا أرجع إلى داري. فأجاب إلى الصلح، ولم يحج الركب لموت القرمطي الطاغية أبي طاهر " بهجر " من جدري أهلكه، وأراح الله تعالى منه العباد والبلاد. وقام بعده أبو القاسم القرمطي.

وفيها توفي الحافظ أبو العباس، أحمد بن محمد الكوفي الشيعي، أحد أركان الحديث. وكان آية من آيات الله تعالى في الحفظ، حتى قال الدارقطني: أجمع أهل بغداد أنه لم يرد بالكوفة من زمن ابن مسعود رضي الله تعالى عنه إلى زمن ابن عقدة أحفظ منه. قال: وقد سمعته يقول: أنا أجيب في ثلاثمائة ألف حديث من حديث أهل البيت وبني هاشم.

وروي عن ابن عقدة أنه قال: أحفظ مائة ألف حديث بأسنادها، وأذاكر بثلاثمائة ألف حديث. وقال أبو سعيد الماليني: تحول ابن عقدة مرة، وكانت كتبه ستمائة جمل، وقال بعض المحدثين: قد ضعفوه واتهمه بعضهم بالكذب، وقال بعضهم: كان يملي علي مثالب أصحابه فتركته.

وفيها توفي الإمام أبو العباس، أحمد بن محمد بن الوليد التيمي المصري، صنف " كتاب الانتصار " لسيبويه على المبرد. وكان شيخ الديار المصرية في العربية، مع أبي جعفر النحاس.

[ثلاث وثلاثين وثلاث مائة]

فيها حلف توزون أيماناً صعبة للمتقي، فسار من " الرقة " واثقاً بأيمانه، فلما قرب من الأنبار جاء توزون، وتلقاه، وقبل الأرض، وأنزله في مخيم ضرب له. ثم قبض على الوزير أبي الحسن بن علي بن مقلة، وكحل المتقي، فصاح المسلمون، فصرخ النساء، فأمر توزون بضرب الرباب حول المخيم، وأدخل بغداد مسمولاً مخلوعاً، وبويع عبد الله بن المكتفي، ولقب بالمستكفي بالله، فلم يحل الحول على توزون.

وفيها تملك سيف الدولة بن حمدان " حلب " وأعمالها، وهرب متوليها إلى مصر، فجهز الإخشيذ " بكسر الهمزة وبالخاء والشين والذال المعجمات والياء المثناة من

<<  <  ج: ص:  >  >>